كشف المغربي مصطفى حجي، المدرب المساعد للمنتخب المغربي الأول، أن الجهاز التدريبي ل »أسود الأطلس »، بقي على تواصل طيلة الأشهر الماضية، لاختيار اللاعبين الذين سيمثلون المغرب في تصفيات كأس أفريقيا بالكاميرون، وتصفيات مونديال قطر. وأعرب حجي في حواره مع « العربي الجديد »، عن ثقته في البوسني وحيد حاليلوزيتش وقدرته على التألق مع منتخب المغرب، مشيداً في نفس الوقت بمحترفي المنتخب في أوروبا. وتاليا نص الحوار. بعد توقف منافسات كرة القدم وإلغاء « فيفا » و »كاف » لكافة المباريات بسبب جائحة كورونا، كيف عملتم عن بعد داخل الجهاز التدريبي لمنتخب المغرب؟ تواصلنا بشكلٍ دائم داخل الجهاز التدريبي لمنتخب المغرب عبر تقنية « الفيديو »، درسنا كلّ الأمور المتعلقة بأداء المحترفين المغاربة بأوروبا، خاصة بعد استئناف معظم الدوريات الأوروبية التي ينشط فيها اللاعبون. المدرب وحيد حاليلوزيتش كلّفني شخصياً ببعض الأمور التي تتطلب السرية وعدم الإفصاح عنها، في انتظار عودته للمغرب من أجل مواصلة العمل الذي يقوم به عن بعد، وشخصياً أنا متفائل بقدرة المدرب على تحقيق الأهداف التي تعاقد من أجلها مع الاتحاد المغربي لكرة القدم، رغم أن وباء كورونا أربك حسابات العديد من المدربين بعد تأجيل العديد من المباريات لوقتٍ لاحق. الجهاز التدريبي للمنتخب المغربي الأول، وطيلة الأشهر الماضية تابع العديد من مباريات المنتخب المغربي وأيضاً منافسيه، ووقفنا على مراكز قوة فريقنا وضعفه، مع الحرص على ضرورة فتح باب المنتخب في المرحلة المقبلة لكلّ لاعب جاهز قادر على تقديم مساعدتنا سواء كان محترفاً بأوروبا أو داخل الدوري المغربي المحلي، فالمدير الفني حاليلوزيتش لا يُفرق بين اللاعبين ويحاول دوماً اختيار الأفضل. هل هناك تواصل مباشر بينكم وبين اللاعبين المغاربة الذين عادوا للعب بالدوريات الأوروبية بعد فترة توقف طويلة؟ شخصياً أتواصل مع بعض اللاعبين بين الفترة والأخرى، وهذا أمر طبيعي يندرج ضمن العمل الذي نقوم به، أظن بأن هناك العديد من اللاعبين الذين تمكنوا من العودة بشكلٍ قوي بعد فترة التوقف وهذا أمر جيد، فلم يكن سهلاً أن يجد اللاعبون إيقاعهم بعدما عانوا كثيراً في الفترة التي تدربوا فيها لوحدهم داخل المنازل، فرغم حرص المدرب حاليلوزيتش على رفع معنويات لاعبيه من خلال التواصل معهم عبر الهاتف وأحياناً أخرى عبر تقنية « الفيديو »، إلا أن الجميع كان محبطاً من التدرب في المنزل، خاصة وأن الأمر لم يتعود عليه أحد سابقاً. من أبرز اللاعبين المحترفين الذين لفتوا الأنظار المدافع أشرف حكيمي، كيف تقرأ المستوى الذي ظهر به؟ العالم بات يشيد بأشرف، وبالمستوى الذي يقدمه مع فريقه الحالي بروسيا دورتموند، لست لوحدي من يقول بأن هذا اللاعب تحسن مستواه الفني بشكل كبير، فقد سبقني حاليلوزيتش وأشاد به، في العديد من المؤتمرات الصحافية التي عقدها بالمغرب. بداخل الجهاز التدريبي للمنتخب المغربي، يهمنا كثيراً أن يواصل أشرف اللعب أساسياً للبقاء في أتمّ الجاهزية، فنحن لا نهتم كثيراً للفريق الذي يتواجد به، ولكن يهمنا أن نراه يلعب. ماذا عن الخطوة التي قام بها حكيم زياش بالانتقال إلى تشلسي الإنكليزي بعد عدّة عروض تلقّاها نجم أياكس أمستردام؟ أظنُّ بأن زياش اختار واحداً من عمالقة البطولة الإنكليزية، كان يبحث عن فريق يريد العودة للواجهة الأوروبية، والتتويج بدوري أبطال أوروبا، ومع تشلسي سيكون قادراً على تحقيق أحلامه. هو لاعب رائع، وتغيير وجهته صوب إنكلترا سيجعل العديد من الجماهير المغربية تحرص على متابعة مباريات « البلوز »، لذلك أتمنى لحكيم حظاً موفقاً في تجربته الجديدة، خاصة وأني أثق كثيراً في المؤهلات الفنية التي يملكها، ما يجعله مرشحاً للتألق داخل « البريميرليغ ». بعض الجماهير المغربية ترى بأن البنية الجسدية للاعب حكيم زياش لن تساعده كثيراً كي يتألق في إنكلترا؟ لا أظنّ. زياش يعتمد على الذكاء في اللعب، وهو من نوعية اللاعبين الذين يبتعدون عن الاحتكاك بالآخرين، يملك فنيات كبيرة ستساعده كثيراً على التألق، وأكبر مستفيد من تمريراته سيكون زميله الجديد في الفريق الألماني تيمو فيرنر. ماذا عن المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، الذي لم نشاهده من جديد في قائمة منتخب المغرب، هل تمّ إغلاق باب المنتخب بوجهه بشكلٍ نهائي؟ لا يُمكن أن نتحدث عن إغلاق باب المنتخب المغربي على اللاعب عبد الرزاق حمد الله، لكن دعني أؤكد أن هذا الموضوع بيد المدرب وحيد حاليلوزيتش شخصياً، وهو المسؤول عن دعوته للمنتخب المغربي، لكن ما أريد التأكيد عليه هو أن لا أحد داخل الجهاز التدريبي يحارب عبد الرزاق أو لا يريده بالمنتخب، وفي حال أراده المدرب سيكون ضمن قائمة اللاعبين الذين سيوجه لهم الاتحاد المغربي لكرة القدم دعوة الحضور، وهذا الموضوع يجب ألا يأخذ أكثر من حجمه في الإعلام، لأنه يوجد الكثير من اللاعبين الذين يستحقون الحديث عنهم وليس عبد الرزاق لوحده مع احترامي لهذا المهاجم الذي صنع لنفسه اسماً في مختلف الدوريات التي لعب بها. العديد من اللاعبين الحاملين للجنسية المزدوجة، يخرجون بتصريحات مثيرة بين الفترة والأخرى، بخصوص عدم حسمهم في أمر اللعب مع المغرب بشكل نهائي، وهو ما يخلق الكثير من الجدل وسط المغاربة، هل من تعليق حول هذا الأمر؟ داخل الجهاز التدريبي لمنتخب المغرب، نحن لا نهتّم كثيراً بأي لاعب من ذوي الجنسية المزدوجة، في حال لم يعلن رغبته في اللعب مع منتخب المغرب بشكل نهائي، لا يُمكننا أن نمنع أحداً من التصريح لوسائل الإعلام، لكن بإمكان الجمهور المغربي انتقادنا في حال استدعينا لصفوفنا لاعبا لا يُريد أصلاً اللعب معنا، شخصياً لا أعرف لاعباً من أصحاب الجنسية المزدوجة يأتي معنا فقط لأن المغرب خيار ثانوي بالنسبة له. أتفهم كثيراً اللاعبين الذين ترعرعوا في أوروبا، فبعضهم يأتي للمغرب أول مرة ويعتقد أنه لن يجد الأجواء التي ستعجبه، لكن بمجرد أن ينضمّ لمنتخب المغرب حتى يحتضنه الجميع، وهذا الأمر اعترف لي به الكثير من اللاعبين، الذين انبهروا بظروف العمل الجيدة التي يجدونها أمامهم، والتي يسهر رئيس الاتحاد فوزي لقجع شخصياً على توفيرها. العديد من الجماهير المغربية، توجه العتب إليكم لكثرة الاهتمام باللاعبين المغاربة المحترفين بأوروبا على حساب اللاعبين المحليين بالدوري المغربي لكرة القدم، هل من تعليق على هذا الأمر؟ لا ليس هناك فرق بين اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا أو أبناء الدوري المغربي، الأهم دوماً أن يكون المنتخب المغربي في المستوى، لكن دعني أؤكد شيئاً واحداً، بالنسبة للناس التي تدافع كثيراً عن لاعبي الدوري المحلي، هل من المقبول أن لا نستدعي لاعبين من أمثال حكيم زياش وأشرف حكيمي، وسايس ويوسف النصيري وسفيان أمرابط وشقيقه نور الدين، واللائحة طويلة. عودة حمد الله حاليلوزيتش ومنذ قدومه للمغرب، يحرص على التواجد في بعض الملاعب لمتابعة بعض لاعبي الأندية المحلية، وهذا أكبر دليل على أنه يضعهم تحت مجهره، وبالنظر للقائمة التي كشفها شهر مارس/ آذار الماضي، فقد ضمّت لاعبين من الرجاء والوداد وأيضاً حسنية أكادير، لذلك يجب على بعض المنتقدين الحديث عن أشياء صحيحة وليس إطلاق الشائعات فقط دون تقديم مبررات. في الدوريات الأوروبية، هناك العديد من اللاعبين العرب المتألقين، كالمصري صلاح والجزائري محرز، وغالباً ما تقارن الجماهير العربية بين اللاعبين، في نظرك مصطفى من هو الأفضل في الوقت الحالي؟ صلاح لاعب رائع، يتألق بشكلٍ لافت رفقة ليفربول الإنكليزي، لاعب صنع لنفسه اسماً خاصاً بالانتقال من الدوري المصري صوب الاحتراف الأوروبي، ومحرز لاعب استطاع أن ينطلق من فرنسا ليتألق بإنكلترا أيضاً. صلاح ومحرز شرفا الكرة العربية، ولن أقول أبداً بأن واحداً أفضل من الآخر، لا أستطيع ذلك، هما لاعبان مهمان داخل فريقهما وحتى مع المنتخبين المصري والجزائري. لا نفرق بين محترفي أوروبا وأبناء الدوري المغربي شيءٌ واحد أريد إضافته ما بين صلاح ومحرز، فاللاعب الذي سيساهم بشكلٍ كبير في تأهل منتخب بلاده لمونديال قطر في المرحلة المقبلة، هو الذي سيخطف الأضواء أكثر، أما في الفترة الحالية فهما بنفس المستوى، ما يقدّمه الاثنان يثير إعجابي. تقطن بمدينة مراكش، ومؤخراً راج في وسائل الإعلام المغربية موضوع جلبك لمستثمرين إنكليز لشراء فريق المدينة الأول الكوكب المراكشي؟ بحكم أني أسكن مدينة مراكش، أردت مساعدة المدينة وفريقها الأول الكوكب المراكشي، جلبت مستثمرين إنكليز أرادوا شراء الفريق، نحن بصدد دراسة الموضوع من كافة الجوانب، فبعد اجتماعي بعمدة مدينة مراكش كانت لي جلسة مع رئيس فريق الكوكب المراكشي، وهدفنا هو مساعدة الفريق ليتجاوز المشاكل المالية التي عاشها مؤخراً، وفسح المجال للاستثمار الأجنبي الذي سيكون الحال المثالي لإعادة الفريق لسكة الألقاب. العربي الجديد- أمين المجدوبي