ارتفعت أسهم اللاعبين الدوليين ذوي أصول مغربية وجزائرية، خلال الأعوام الماضية في الدوريات الأوروبية، بعد تألق مجموعة من المواهب الصاعدة، التي تمكنت من إثبات ذاتها، وحفر اسم لها وسط نجوم المستديرة في أوروبا، إذ استطاعت تصدر قائمة أفضل اللاعبين الأفارقة في أوروبا في مناسبات عديدة، وقادت فرقها إلى التتويج بألقاب في دورياتها، ما يجعلها قيمة مضافة ل"أسود الأطلس" و"ثعالب الصحراء". واشتدت المنافسة في الآونة الأخيرة بين اللاعبين المغاربة الجزائريين، الممارسين في الدوريات الأوروبية، إذ تشهد الملاعب الكروية الأوروبية، إبداعات متواصلة من قبل "نجوم" تألقوا في صناعة الانتصارات وتسجيل أروع الأهداف، في أبرز الدوريات العالمية، فيما ظهر لاعبون شباب قادمون بقوة وقادرون على منافسة كبار القارة الأوروبية، مؤكدين على قدرة المحترف المغربي والجزائري في إثبات أحقيته في التحليق عاليا وسط كبار اللعبة. وعرفت دوريات أوروبا تألقا لافتا للاعبين المغاربة، الذين شكلوا نواة المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة، إذ باتت المجموعة تتوفر على خزان من المواهب الساطعة، كالعميد مهدي بنعطية، الذي عاد للتألق من جديد في الدوري الإيطالي، بعد التحاقه بنادي يوفنتوس، إذ توج بأفضل لاعب في أول مباراة لناديه أمام لاتسيو الإيطالي، بالإضافة إلى اختياره ضمن التشكيلة النموذجية للجولة الثانية ضمن الدوري، فيما يوجد اللاعب حكيم زياش، الذي تألق بشكل لافت منذ المواسم الماضية، وتوج بأفضل لاعب في الدوري الهولندي، مع وضعه ضمن التشكيلة النموذجية، منذ التحاقه بنادي أياكس الهولندي، كما خطف أنظار العالم الموسم الماضي رفقة فريق تفينتي. المغربي سفيان بوفال اعتبره البعض ظاهرة الموسم ومستقبل "أسود الأطلس"، بعد ظهوره اللافت في الموسم الماضي رفقة نادي ليل الفرنسي، وعلى الرغم من صغر سنه، تمكن من جعل كبار أوروبا يتصارعون على ضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية، قبل أن يفوز ساوثهامبتون الإنجليزي، غير أنه لم يتمكن إلى حدود الساعة من اللعب رفقة فريقه الجديد بسبب الإصابة، إلا أن عودته قريبة، وتوقعات لخلق المفاجأة من جديد، شأنه شأن يوسف النصيري، اللاعب الشاب، الذي تألق بدوره في الدوري الإسباني، وخلق المفاجأة رفقة نادي ملقا، إذ التحق أخيرا بالفريق الأول، وتمكن من إقناع المدرب بقدراته في فترة قصيرة، كما كسب ثقة المدرب هيرفي رونار الذي ضمه إلى لائحته في مناسبتين. ومع انتقاله إلى الدوري الإسباني، بدأ المغربي مهدي كارسيلا في رسم مساره، وإبراز مهاراته وفنياته التي يتمتع بها، إذ نجح اللاعب في التتويج ثاني أفضل مراوغ في أكبر الدوريات الأوروبية، وتمكن من تسجيل هدفين رفقة نادي غرناطة الإسباني، فيما استطاع اللاعب نبيل درار لاعب موناكو، نيل لقب أفضل مراوغ في أولى جولات الدوري الفرنسي، فيما أنهى الموسم الماضي بأفضل لاعب داخل الفريق، كما أنه بصم على مستوى جيد خلال مشاركته رفقة المنتخب الوطني. العديد من اللاعبين المغاربة الممارسين في الدوريات الأوروبية، يبنون مسارهم في أوروبا تدريجيا، وظهرت عليهم معالم "النجوم" المستقبليين للمنتخب الوطني، كاللاعب أشرف حكيمي، من ريال مدريد، كفين مالكويت، أسامة طنان، لاعبي سانت إتيان، حمزة منديل من ليل الفرنسي، خالد بوطيب الممارس في صفوف ستراسبورغ الفرنسي، والعديد من الأسماء الأخرى، التي يتوقع لها متتبعو الشأن الكروي مستقبلا باهرا. وفي المقابل، سطع نجم المحترفين الجزائريين في الدوريات الأوروبية، كاللاعب المفاجأة رياض محرز الذي عاش طفولة صعبة، غير أنه تمكن من التتويج بأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، رفقة نادي ليستر، بالإضافة إلى إسلام السليماني الذي التحق به في الفريق نفسه، والذي جاء من القسم الرابع في الدوري الجزائري.. فوزي غولام الممارس في نادي ناولي الإيطالي، سفيان فيغولي من ويست هام يونايتد الإنجليزي، ورياض بودبوز، لاعب مونبلييه الفرنسي.. كلها أسماء بصمت على تألق كبير في الدوريات الأوروبية، وساهمت في إنجازات منتخب بلادها في الآونة الأخيرة.