استقال كبار المحررين في صحيفة أعمال رائدة في روسيا في شكل جماعي الاثنين احتجاجا على ما قالوا إنه رقابة تحت ملاك جدد مع وصول نزاع طويل الأمد بين الصحافيين والإدارة لذروته. وفيدوموستي واحدة من وسائل الإعلام المستقلة القليلة المتبقية في روسيا، حيث يتعرض الصحافيون لضغوط متزايدة بسبب القيود المفروضة على الحريات الصحافية وضغوط من الكرملين. وقال معارضون للكرملين إن خروج كبار المحررين سيشك ل على الارجح نهاية للصحيفة في شكلها الحالي. وأعلنت الصحيفة أن « جميع نواب رئيس التحرير الخمسة في فيدوموستي يغادرون الصحيفة احتجاجا على تعيين أندريه شماروف رئيسا للتحرير ». وقال بوريس أحد المحررين المستقيلين لوكالة فرانس برس إن ه يعتقد أن « فيدوموستي القديمة لن يكون لها وجود قريبا ». وتأسست فيدوموستي في العام 1999، وشارك في تأسيسها وامتلاكها شركة « اندبندنت ميديا » المملوكة لرجل الأعمال الهولندي ديرك ساوير وصحيفة « فايننشيل تايمز » ومقرها لندن وصحيفة « وول ستريت جورنال » الأميركية. وتغير وجه الصحيفة عدة مرات منذ صدور أول نسخة مطبوعة لها حيث قدم نواب البرلمان تشريعات تحد من الملكية الأجنبية لوسائل الإعلام الروسية. وتم تعيين شماروف رئيسا للتحرير بالوكالة في الشهر نفسه قبل إتمام البيع. وبيعت الصحيفة في نهاية المطاف إلى إيفان يريومين رئيس وكالة أنباء إقليمية غير معروفة تسمى فيدرال برس. وندد صحافيو فيدوموستي بالرقابة تحت قيادة شماروف، قائلين إن تعيينه كان قرارا سياسيا. ويشكون من أنه تم منعهم من تغطية استطلاعات الرأي السلبية عن الرئيس فلاديمير بوتين، وأن شماروف تدخل في تغطية مسائل متعلقة بعملاق النفط روسنفت، الذي يديره حليف بوتين إيغور سيتشين. وفي رسالة مفتوحة نشرها « ذا بيل »، وهو موقع إخباري مستقل باللغة الروسية، أك د المحررون الخمسة أنهم سيغادرون مناصبهم بعد تأكيد تولي شماروف رئاسة التحرير. وذكروا « بصفته رئيس التحرير بالإنابة، أدار غرفة الأخبار لما يقرب من ثلاثة أشهر وانتهك خلال تلك الفترة مرارا القواعد التحريرية والمبادئ التوجيهية المعتمدة في فيدوموستي ». وتابعوا « ليس لدينا خيار آخر سوى المغادرة ». في المقابل، قال المالك الجديد للصحيفة إن ه متأكد أن الصحيفة ستحتفظ « بمعايير مهنية عالية ». وفيما تتخصص الصحيفة اليومية في مجال الأعمال والصناعة، تحو ل قسم التحرير فيها إلى مساحة حيوية للأصوات المعارضة والنقاش بخصوص الحياة السياسية في روسيا. واشتكى صحافيو فيدوموستي شماروف مرار ا إلى الإدارة وطرحوا أخيرا مرشح ا بديلا لادارة الصحيفة. وقالوا إن ما يقرب من 70 موظفا دعموا زميلا ليتولى منصب رئاسة التحرير، لكن المالكين مضوا قدما في تعيين شماروف. وعمل المحررون المغادرون في الصحيفة لمدة 15 عاما. وخلص تحقيق أجرته عدة وكالات أنباء روسية في أيار/مايو، بما في ذلك فيدوموستي، إلى أن روسنفت استعادت السيطرة على الصحيفة من خلال الديون المستحقة على كودريافتسيف لبنك مملوك لعملاق النفط. وأشاد معارضو الكرملين الاثنين بمحرري وموظفي الصحيفة لنضالهم من أجل استقلالها حتى الرمق الأخير. وكتبت النائبة المحلية في موسكو يوليا غاليامينا على تويتر « ارقدي بسلام فيدوموستي ».