قال عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن جهاتلم يسميها اتخذت جائحة كوفيد- 19 كغطاء أيديولوجي لتمرير سلوكيات ومواقف وأهداف أقل ما يقال عنها إنها تعبير عن حنين لزمن السلطوية وخنق الحركات، مضيفا: «إذا كان الحجر الصحي يعني المكوث في مكان واحد (البيت) للحد من انتشار الوباء بين الأفراد، فإن البعض يريد أن يحجر عنا في الزمن، ويعيدنا للقهقرى». وقال عبد اللطيف وهبي، في مقال نشره على موقع حزبه، إن الحجر الصحي الذي نلتزم به كوسيلة للحد من انتشار الجائحة، جعل البعض يعبر عن حقيقته، ويتخذ هذه الأخيرة كغطاء أيديولوجي لتمرير سلوكيات ومواقف وأهداف أقل ما يقال عنها إنها تعبير عن حنين لزمن السلطوية وخنق الحركات». وأشار إلى أنه من سلوكيات الشطط في استعمال القانون لدى بعض رجال السلطة أثناء مراقبتهم للحجر الصحي في الأحياء الشعبية، إلى المحاولة الفاشلة للحكومة في شخص وزيرها في العدل لتمرير مشروع قانون سماه الرأي العام الديمقراطي بقانون تكميم الأفواه، وصولاً إلى النقاش الجاري حالياً حول مستقبل الديمقراطية في المغرب، نلاحظ أن ثمة قوى يمكن أن نسميها ب»الرجعيين الجدد»، الذين اتخذوا فرصة محاربة المغاربة للوباء بالحجر الصحي لينالوا من مكتسباتهم الديمقراطية في الحقوق وفي المؤسسات، ويبرروا بجائحة كوفيد-19 نزوعاتهم الأيديولوجية المعادية للحرية والعدل والمساواة». وأردف وهبي « إذا كان الحجر الصحي يعني المكوث في مكان واحد (البيت) للحد من انتشار الوباء بين الأفراد، فإن البعض يريد أن يحجر عنا في الزمن، ويعيدنا للقهقرى، ذلك أن البعض ما زال يعيش بعقلية تحن للفكر الأحادي الذي لا يرى في المؤسسات الحديثة سوى أقنعة لسيطرته، فإن الأزمة الصحية التي يعيشها المجتمع المغربي، ومعها التداعيات الاقتصادية الناجمة عنها، تعد لديه، وبسرعة المتضايق من التعددية وحرية الرأي، مبرراً كافياً لإلغاء كل مظاهر الحياة السياسية الديمقراطية». وأضاف: «لم يقف هؤلاء عند الدعوة لتأجيل الانتخابات، بل ذهبوا أبعد من ذلك وصاروا يلوحون بأهمية تشكيل حكومة تكنوقراط تسير البلاد وتدبر عملية إنعاش الاقتصاد إلى حين توفر ظروف ملائمة في نظرهم لإجراء الانتخابات»، وهكذا يمر «الكوفيدإيديولوجيون» وبسرعة من محاولة خنق الحريات إلى محاولة القضاء على المؤسسات المنتخبة بتبخيس قدرتها على العمل بفعالية في ظروف الأزمة، وينسى هؤلاء إلى أن المؤسسات الديمقراطية تتقوى أكثر في ظروف الأزمات، بل يجهل هؤلاء، بفعل العجز الذي يعانونه في الثقافة الديمقراطية، أن صعوبات المجتمع الديمقراطي لا يتم تجاوزها، إلا بالمزيد من الديمقراطية، وأن الحلول التي يلوحون بها ماهي إلا حيل سياسية غرضها إعاقة التطور الديمقراطي الذي يمكن أن يعرفه المجتمع المغربي بفعل اعتماده على مؤسساته وتقاليده الديمقراطية». وأكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن «البعض منهم لا يتوفر على شجاعة خوض غمار المعركة الانتخابية بحكم أنها الآلية الوحيدة لشرعية المسؤولية داخل الشأن العام، فإن الدعوة إلى تشكيل حكومة تكنوقراطية هي كذلك تعبير عن غياب شجاعة تحمل المسؤولية أمام الشعب والسعي إلى الاختباء وراء «خبرة تكنوقراطية» تعفيهم من تقديم حسابهم عند تسيير الشأنين السياسي والاقتصادي للبلاد». واستغرب وهبي فتح نقاشات مغرضة تعرض المكتسبات المعنوية والثقافية التي ربحها المغرب من الأزمة الصحية لجائحة كوفيد 19، خاصة منها الوحدة المتراصة والثقة التي باتت تنمو بين الشعب والدولة المغربية، كان حريا بنا أن نسعى لحوار قوي يصب في حشد سبل تقوية وتصليب قوانيننا ومؤسساتنا الديمقراطية.