اعتبر رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، السيد عز الدين الميداوي، أن المرتبة المتميزة التي حظيت بها هذه المؤسسة في التصنيف الدولي للجامعات « تايمز هاير إيدوكيشن »، يعكس الجهود التي تبذلها كافة مكوناتها وانخراطها في مجال المسؤولية المجتمعية. وقال السيد الميداوي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا التميز « هو اعتراف للمنتظم الدولي لانخراط الجامعة في ما يهم مسؤوليتها المجتمعية، عبر قيمة بحوثها وبيداغوجيتها ونقل المعارف، وكذا عبر حكامتها الجيدة ». وبوأ تصنيف « تايمز هاير إيدوكيشن »، للسنة الثانية على التوالي، جامعة ابن طفيل مراتب متقدمة على الصعيد الوطني والدولي، في مجال احترامها لأهداف التنمية المستدامة المسطرة من قبل الأممالمتحدة. وسجل رئيس الجامعة أن مجموع الأنشطة التي يقوم بها الطلبة والأساتذة والطاقم الإداري مكنت من الحصول على هذه المرتبة برسم سنة 2020، بما يعد مفخرة للمملكة ككل، خاصة وأن التتويج جاء من ضمن نحو مائة جامعة تمثل أزيد من 80 بلدا. وتابع أن الهدف هو « قياس درجة المسؤولية المجتمعية والبيئية وكذا انخراط المغرب، من خلال الجامعة، في ما يخص تحقيق الأهداف ال17 للتنمية المستدامة المسطرة من قبل الأممالمتحدة ». وحسب السيد الميداوي، فإن الجامعة تم تصنيفها على أساس ثلاثة أو أربعة معايير تهم الماء والتطهير، احتلت فيها المرتبة الأولى إفريقيا والثانية على صعيد العالم العربي، والمرتبة ال37 عالميا من بين أزيد من 805 جامعات. وفي معيار الطاقة النظيفة، حضيت الجامعة بالصدارة في العالم العربي وإفريقيا، والتموقع في المرتبة ال42 عالميا، كما تم تسجيل عدة إنجازات تخص النجاعة الطاقية، وتوظيف الطاقات النظيفة كالطاقة الشمسية، « حيث تعتزم الجامعة في أفق السنوات الأربع المقبلة، تغطية نحو 40 في المائة من حاجياتها الطاقية ». ولاحظ أن الأمر يتعلق بأول جامعة بإفريقيا تنجح في تركيب مظلة شمسية -كهربائية وتستخدم دراجات كهربائية وسيارتين من نفس النوع. وعلى صعيد المسؤولية المجتمعية، أوضح المتحدث « أننا أقمنا، بمعية الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، مظلة شمسية بمحطة سيدي الطيبي لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، وألواحا لتوليد الطاقة من الرياح، ومعالجة المياه بإحدى ثانويات هذه الجماعة، فضلا عن مبادرات أخرى مندرجة في سياسة الحكامة الجيدة للجامعة ». وأبرز أن جامعة القنيطرة صنفت أيضا، في مجال محاربة الفقر، في المرتبة الأولى وطنيا، والثالثة على مستوى إفريقيا والعالم العربي، وفي المرتبة مائة عالميا من بين 800 جامعة، مشيرا إلى أن الجانب الطلابي يضطلع بدور مهم للغاية في هذا المجال، حيث إن هناك أعمالا ومبادرات جمعوية وعمليات تطوع للطلبة ونوادي الطلبة، وهي مكونات تقوم بأنشطة كثيفة تجاه الجماعات الفقيرة في مختلف مناطق المغرب، تهم تبرعات خلال فترة الطوارئ الصحية السارية حاليا بالمملكة بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا. ويرتكز التصنيف العالمي للجامعات، على أداء الجامعات بالنسبة لأهداف التنمية المستدامة المسطرة من قبل الأممالمتحدة، والمجملة في 17 هدفا تم تحديدها والمصادقة عليها من لدن الأممالمتحدة سنة 2015. ويعد تصنيف جامعة ابن طفيل المشرف انعكاسا للمجهودات المبذولة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما حددتها منظمة الأممالمتحدة، عبر تجويد مجالات أنشطة الجامعة على مستوى التكوينات والبحث العلمي ونقل المعرفة والحكامة. وهذا الإنجاز غير المسبوق سيمكن من تحسين منظورية الجامعات المغربية وتموقعها دوليا. كما تندرج هذه المجهودات، في إطار استراتيجية المملكة المغربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر تبني المملكة لمجموعة من الآليات الاستراتيجية، كمراجعة الدستور سنة 2011، والقانون الإطار للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، إضافة إلى تبني السياسات القطاعية المندرجة في إطار المقاربة الشمولية للتنمية المستدامة، وذلك انسجاما مع التزامات المملكة المغربية لتحقيق هذه الأهداف كما تم تحديدها من طرف الأممالمتحدة.