انضم الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة إلى الولاياتالمتحدةوروسيا في رفض إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر حصوله على « تفويض شعبي » يسمح له بقيادة ليبيا، وهي الخطوة التي اعتبرتها حكومة الوفاق بمثابة انقلاب جديد. وتواترت المواقف الدولية بشأن التطورات في ليبيا بعدما أعلن حفتر في خطاب ألقاه مساء أمس الاثنين من مقره في بنغازي (شرقي ليبيا)، عن إيقاف العمل باتفاق الصخيرات السياسي واعتباره « جزءا من الماضي »، وتفويض قيادة البلاد في هذه المرحلة إلى المؤسسة العسكرية التي يترأسها، حسب تعبيره. وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل اليوم الثلاثاء، وصف متحدث باسم المفوضية الأوروبية قرار حفتر إيقاف العمل باتفاق الصخيرات بأنه تصرف أحادي الجانب وغير مقبول. وجدد المتحدث الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، والعودة إلى طاولة المفاوضات. بدورها، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز أن الاتفاق السياسي الليبي والمؤسساتِ المنبثقة عنه يبقيان الإطار َالوحيد المعترف به دولياً للحوكمة في ليبيا وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقالت وليامز في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج إن أيَ تغيير سياسي يجب أن يتم عبر الوسائل الديمقراطية. وجددت المسؤولة الأممية دعوتَها إلى هدنة إنسانية فورية خلال شهر رمضان لتمهيد الطريق أمام وقفٍ دائم لإطلاق النار يستند إلى مخرجات محادثاتِ اللجنة العسكرية المشتركة « خمسة زائد خمسة »، والتي عُقدت بتيسيرِ بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، وكذلك العودة إلى المحادثات السياسية كما أقرتها مخرجاتٌ مؤتمر برلين. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن بلاده لا تدعم تصريحات حفتر التي قال فيها إنه هو وحده من سيقرر كيف سيعيش الليبيون، كما لم تدعم موسكو سابقا رفض رئيس السراج الحوار مع حفتر. وأشار لافروف في مؤتمر صحفي عقده عبر الفيديو في ختام قمة ِمجموعة بريكس إلى أن الوضع الحالي في ليبيا سببُه عدم فعالية الاتفاقات التي تم التوصل إليها مؤخرا في برلين بسبب عدم توافق طرفي النزاع عليها. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال قبل ذلك إن التسوية الممكنة الوحيدة في ليبيا لن تكون إلا عبر الطرق السياسية والدبلوماسية وبمشاركة جميع أطراف النزاع. وفي وقت سابق، قالت روسيا إنها « تفاجأت » بإعلان حفتر، وأكدت على لسان مصدر في وزارتها الخارجية أنها تدعم الحوار الشامل بين الأطراف الليبية في إطار العملية السياسية. وفي أنقرة، قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اليوم إن اللواء الليبي المتقاعد سعى للقيام بمحاولة انقلابية، مؤكدا أن بلاده مستمرة في دعم الحكومة الشرعية في ليبيا، وهي حكومة الوفاق المعترف بها دوليا. وكانت الولاياتالمتحدة بادرت بإعلان موقفها من الخطوة الجديدة التي أقدم عليها حفتر حين أعربت عن أسفها لإعلانه تنصيب نفسه حاكما لليبيا وإسقاط اتفاق الصخيرات. وأكدت السفارة الأميركية لدى طرابلس في بيان أن التغييرات في الهيكل السياسي الليبي لا يمكن فرضها من خلال إعلان أحادي الجانب، لكنها في المقابل رحبت بأي فرصة لإشراك حفتر وجميع الأطراف في حوار جاد بشأن كيفية حلحلة الأزمة وإحراز تقدم في البلاد.