في خضم زيارة مؤسستها الحقوقية للمناطق الصحراوية، أرسلت كيري كينيدي مقالا لصحيفة هافتنغتون بوست الأمريكية الواسعة الانتشار، تصف فيه ما عاينته بالعيون، وهو المقال الذي من المحتمل أن يعطي فكرة عن اللهجة الشديدة التي سيتضمنها التقرير الختامي لمؤسسة كينيدي. بدأ مقال كينيدي بإبداء ملاحظاتها حول طريقة عمل الشرطة السرية والمخابرات المغربية، إذ كتبت كيف منع أحد رجال الأمن السريين ابنتها ماري التي كانت ترافقها على متن إحدى السيارات من استعمال آلة التصوير للتوثيق لمظاهرة لأنصار بوليساريو، إذ حسب رواية كينيدي، كانت هناك "وقفة سلمية" غير أنها قوبلت بتعنيف من بعض عناصر ديستي، غير أنه لسوء حظهم تمكنت ابنتها ماريا من التقاط بعض الصور خلسة قبل أن يتدخل رجل الأمن السري. تضيف كينيدي في ملاحظاتها، أن رجال الديستي طوقوا المظاهرة التي كان ينظمها بضع نساء وحجبوا الرؤية عن السيارة التي كانت تقل الوفد الأمريكي، بل –حسب كينيدي- تعرضت بعض النساء للتعنيف الشديد من بينهن المسماة سكينة جد أهلو رئيسة المنتدى النسائي الصحراوي، وبعد أن تحركت سيارة كينيدي شعرت الأخيرة أن سيارات المخابرات المغربية لا تكف عن ملاحقتها ولا تبارح أي مكان حل بها الوفد الأمريكي. بعدها بلحظات، قررت كينيدي ومن معها القيام بزيارة خاطفة لم تكن مبرمجة، حسب روايتها، إلى المستشفى المحلي، فوجدت سكينة جد أهلو وهي راقدة بأحد الأسرة ووجهها ينزف دما، وتحيط بها بعض النساء وقد تم تعنيفهن أيضا. هذا التقرير الأولي لم يستثن شهادات مجموعة من دعاة الطرح الإنفصالي، وقد استغلوا فرصة تواجد الوفد الأمريكي بينهم ليقدموا له شرائط فيديو لمظاهرات يقولون أنها سلمية وقد تعرضوا بسببها للضرب من طرف الشرطة، بل منهم من قال أنه شهد عمليات قتل في صفوف المحتجين ! ونظرا لكون كيري كينيدي قد ربطت علاقة قوية مع الانفصالية أميناتو حيدر حتى إنها فضلت المبيت عندها، فقد خصصت لها سطورا من كلمات الشكر والمديح، فقالت عنها أنها "غاندي الصحراوية" المدافعة بضراوة عن حقوق الإنسان، والتي أفنت زهرة شبابها في التظاهر السلمي ضد "المحتل المغربي" الذي ضربها، وعذبها، وأذاقها المر وهددها بالتصفية إلى أن نفاها فيما بعد. وكما جاء في المقال أعلاه، فقد صرحت أميناتو حيدر لكيري كينيدي أنها تعبر المواطنين المغاربة كإخوة لها، ونقلت على لسان ضيفتها الأمريكية رغبتها الكبيرة في تقرير مصير "الصحراويين". ومن جملة الملاحظات حول مقال كيري كينيدي، نجد إلمامها ببعض التفاصيل، بما في ذلك ذكرها لبعض من عناصر الديستي بأسمائهم!! ولعل المثير للانتباه في مقال كيري كينيدي، هو التعاليق التي تذيلت المقال المنشور على موقع الهافتنغتون بوست، والتي جاءت أغلبيتها الساحقة في صالح المغرب من قبل مواطنين أمريكيين، والذين قللوا من مصداقية مقال كينيدي، واعتبروا أن الأمر عبارة عن استغلال دعاة الطرح الانفصالي لزيارة الأجانب ليظهروا تظلمهم، ودعا أحدهم للأخذ بعين الاعتبار برواية الطرف الآخر من المجتمع المدني المغربي، وذهب البعض الآخر إلى اعتبار أن تفريق المحتجين يحدث في أكثر البلدان الديمقراطية في العالم ومن بينها بلدهم أمريكا.