ما حصل يوم أمس من شغب وعنف وتدمير للممتلكات العامة الخاصة داخل مركب مولاي عبد الله وخارجه، عقب نهاية مباراة الجيش والرجاء ضمن مسابقة البطولة الاحترافية، يتطلب من الجامعة عقد لقاء لدراسة العنف الذي أصبح يهدد المجتمع والأمن العام للمواطنين وللأبرياء . ان ما حصل من شغب وعنف في مركب مولاي عبد الله من جماهير الجيش والرجاء بسبب التعصب والكراهية والحقد الدفين، ينذر بالخطر لأن هذا العنف يعتبر إجرام يشكل خطرا حقيقا على كرة القدم الوطنية، ويتجه باللعبة الى الانحراف عن السياق الرياضي وعن الروح الرياضية، التي هي من أسس وقواعد كرة القدم التي تشدد عليها الفيفا. ان ظاهرة الشغب آفة خطيرة ومصيبة كبيرة تضرب مستقبل اللعبة وتزكي الصراعات والتطاحن، والحقد والكراهية بين الجماهير بل هي بمثابة إرهاب في الملاعب الرياضية، إرهاب للناس وللمجتمع وللوطن، لهذا وجب معاقبة الجماهير المتسببة في العنف والاجرام الذي يحصل في الملاعب، عبر وضع قوانين جديدة تنص على منع الجماهير المشاغبة من حضور 10 مباريات لفريقها سواء داخل الميدان أو خارجه، بل يمكن العمل على إصدار قرار بتقليص عدد الجماهير المتورطة في أعمال شغب لفريق ما بالسماح فقط ل100 الى 500 مشجع لحضور المباراة. ويمكن زيادة العدد عندما تستجيب الجماهير المسموح لها بالدخول لقواعد الانضباط والتشجيع وفق مبادئ الروح الرياضية واحترام جمهور الفريق الآخر ولاعبي الفريق الخصم. فمسألة معاقبة الجماهير والتحكم في أعدادها هي طريقة الوحيدة الفعالة، لردع المشاغبين وحرمانهم من دخول الملاعب، وجعل فصائل المناصرين تقوم بدورها في التوعية والتحسيس، والتصدي للعنف والشغب والكراهية في الملاعب. كما يمكن منع جماهير الفرق الزائرة من حضور المباريات لتفادي الاصطدامات بين المشجعين. لهذا فجماهير الفرق الوطنية تحتاج الى ميثاق أخلاقي ورياضي واحترام بعضها البعض، واحترام المجتمع ونبذ العنف والشغب والحقد المتبادل، وهذا ما يتطلب تنظيم لقاءات تواصلية من كل نادي ومن قبل العصب ومندوبيات الشباب والرياضة للتحسيس بخطورة الشغب على مستقبل الكرة الوطنية، بحيث ان استمرار العنف والشغب قد يؤدي الى منع جميع جماهير الأندية من حضور المباريات، وإجراء البطولة في ملاعب مغلقة مثل ما حصل في الأرجنتين واليونان.