قال علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي، إن البيان الصادر عن حزبه حول إغتيال اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، « قد خلف ردود فعل متباينة، منها من نوه بالبيان، ومنها من استغرب واستهجن تشبيه الاغتيال المذكور باغتيال قادة شعوب وحركات التحرر الوطني في الماضي من طرف المخابرات الأمريكية »، مضيفا أن ذلك « لم يكن إلا تذكيرا بأسلوب اعتمدته الإمبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية في القضاء على أعداءها وليس وضعا للشخصيات المغتالة في نفس المرتبة ». وأضاف بوطوالة في مقال نشرته الصفحة الرسمية لجزب الطليعة بموقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، أن « المثير هي بعض هذه التعليقات اعتبرت قاسم سليماني مجرم حرب بسبب الدور الذي لعبه في سوريا في الحرب على داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية المسلحة، وهذا ما يروجه بالضبط الإعلام الأمريكي والصهيوني والخليجي « . وتابع « أما بالنسبة لمواقف حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي من الصراع بين محور المقاومة والمحور الإمبريالي الصهيوني الرجعي فهي ليست جديدة أو وليدة اليوم. فمن الشهيد المهدي بن بركة الذي حاول التوسط بين جمال عبد الناصر وقادة حزب البعث وكان أول من نبه لخطر التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، إلى الشهيد عمر بن جلون الذي أصدر جريدة فلسطين بعد حرب 1967وانتقد انذاك بشدة »موقف بعض أطرنا إتجاه القضية الفلسطينية » وكان يقصد الأطر المغربية .. ثم إلى الفقيد والقائد الطليعي أحمد بن جلون، ومساهمته المعروفة في الثورة الفلسطينية والذي كثيرا ما أثنى من بعد على دور حزب الله في محاربة الكيان الصهيوني ». وأكد على أن « بعد إجهاض ثورات الربيع العربي وخاصة بعد اغتيال شكري بالعيد ومحمد ابراهمي في تونس، وانكشاف مخطط القضاء على الدولة السورية وتحويل منطقة المشرق العربي إلى دويلات طائفية تتحكم فيها الإمبريالية الأمريكية لإدامة سيطرتها على المنطقة وتأمين مستقبل إسرائيل خلال القرن الواحد والعشرين وفرض التصفية النهائية للقضية الفلسطينية، أدت المشاورات بين الأحزاب والتنظيمات التقدمية في المنطقة العربية إلى الإتفاق على تأسيس الجبهة العربية التقدمية سنة 2015 بتونس بمبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الشعب من لبنان وأحزاب التيار الشعبي بتونس وحزب الطليعة من المغرب والحزب الاشتراكي من مصر وحزب الرفاه من موريطانيا والوحدة الشعبية من الاردن « . واسترسل « ثم انضمت أحزاب اخرى وشخصيات مستقلة للجبهة. وقد نظمت الجبهة الملتقى العربي للتصدي لصفقة القرن بدمشق في منتصف نوفمبر 2017 وتموقعت بذلك مع محور المقاومة في مواجهة أطراف المحور الإمبريالي الصهيوني الرجعي »، مضيفا « وبالرغم من هذا التموقع فإنها ظلت متشبثة بمرجعيتها ومبادئها وبرنامجها لإعادة بناء حركة التحرر الوطني العربية ». وزاد « تزامن تأسيس الجبهة العربية التقدمية مع التدخل الحاسم لروسيا في الحرب داخل سوريا إلى جانب إيران وحزب الله اللبناني وبدأ العد العكسي لهزيمة داعش واخواتها وإنقاذ سوريا من أخطر مؤامرة في تاريخها ». بوطوالة شدد على أن « وصول ترامب إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية وإصراره تصعيد الحصار على إيران للتمهيد لاخضاعها للنفوذ الأمريكي أو إسقاط دولتها باعتبارها الدعامة الأساسية لكل الحركات المعادية لإسرائيل في فلسطينولبنان والعراق وسوريا.. في هذا السياق ينبغي إدراج إغتيال قاسم سليماني لما كان يمثله من خطر على مصالح أمريكا وإسرائيل والرجعية العربية في المنطقة ». من جهة أخرى، قال بوطوالة إن « طبيعة النظام الإيراني والمسألة الديموقراطية وحقوق الإنسان والمرأة بشكل خاص في بلدان المشرق العربي، فقد سبق للرفيق نايف حواتمة في لقاء مطول معه بدمشق في نوفبر 2017 أن وضح الإختلاف الموجود بين المنطقة المغاربية ومنطقة المشرق العربي في أن الأولى أنجزت مرحلة التحرر الوطني وتتطلع شعوبها للديموقراطية والعدالة الاجتماعية، في حين لازالت الأسبقية في المشرق العربي للتحرر الوطني والسيادة الوطنية ». وأوضح « طبعا ومن البديهي أن يكون لإيران طموح القوة الإقليمية المهيمنة في تنافس مع تركيا والسعودية لكنها لا زالت تعتبر أن العدو الرئيسي لها ولشعوب المنطقة هو الكيان الصهيوني »، مبرزا « من هذا المنطلق تدعم كل فصائل المقاومة الفلسطينيةواللبنانية والعراقية، ولذلك أدانت كل قوى اليسار بالمنطقة اغتيال قاسم سليماني رغم مستجدات الحراك الشعبي في لبنان والعراق وملابساته ».