أثار تعيين القايد شنقريحة على رأس أركان الحرب الجزائرية، ردود أفعال متباينة في الساحة السياسية المغربية، بين من اعتبره « عدوا للوحدة الترابية المغربية »، وبين من اعتبره « صفحة جديدة في العلاقة بين المغرب، والمؤسسة العسكرية الجديدة ». في هذا الصدد، أوضح المحلل السياسي، والباحث في العلاقات الدولية، كريم عياش، أنه « بإعلان وفاة القائد صالح كان طبيعيا أن يتولى ساعده الايمن شنقريحة قيادة الجيش وهو قائد القوات البرية التي تمثل حوالي 70٪ من اعداد الجيش الجزائري ، وكان القائد صالح قبل وفاته بأيام تلقى التكريم المستحق من طرف « دمية » المؤسسة العسكرية كما سمته بعض المنابر الإعلامية الغربية على اعتباره لم يخرج من اطار المؤسسة نفسها التي رعت بوتفليقة ومن قبله كل الرؤساء الذين كان الجيش هو من وضعهم وسطر برامجهم السياسية سواء الداخلية ام الخارجية وهي التي تهمنا إلى حد كبير ». عياش، في تصريح ل »فبراير »، قال إن « الحديث عن أسباب وفاة صدر الدولة الجزائرية كما وشحه بها الرئيس عبد المجيد تبون، لم تعلن بالطريقة التي عودتنا عليها الدولة الجزائرية، مكتفية ببلاغ بأن الجنرال توفي بالمستشفى العسكري بعد نوبة قلبية أصابته على الساعة الثالثة صباحا ليتم اعلان الخبر في منتصف صباح الاثنين، وهو ما فتح باب التكهنات على احتمال وجود مؤامرة داخل القيادة الاركان لتنحية الجنرال واحداث تغييرات على هرمها ». عياش أضاف أن « في الجزائر تسيطر سياسة داخلية تتماشى مع أهداف قيادة الأركان وتضمن استمرارية هيمنها، وهي فرضيات لم يتم تأكيدها في غياب أي تقارير إخبارية أو صحفية ممن يعارضون المؤسسة و يحافظون على علاقات بعسكريين ممن يكن العداء للثنائي القايد صالح – شنقريحة، بسبب ما عرف بملف كوكايين الجيش، والذي أدى إلى غربلة واسعة للقوات العسكرية أدت إلى التخلص من عسكريين برتب متعددة في عملية تطهير واسعة أدت بطرطاق الى السجن و هروب جنرالات المناطق العسكرية الاولى و الثانية بما فيهم الجنرال التوفيق احد علب الجيش الجزائري السوداء ». وأكد عياش على أنه « على صعيد آخر صار بارزا مستقبل ملف العلاقات المغربية الجزائرية بصعود صقر من صقور الجيش الجزائري والذي أشرف سنة 2016 على مناورات عسكرية واسعة على الحدود الغربية الجنوبية للمملكة، مثيرا استغراب المتتبعين العسكريين بمدى حدة تصريحاته آنذاك، في ما يخص ملف الصحراء في وقت لم يكن في حاجة إلى ذلك، بكون البوليساريو سبقه إلى الاستعداد للحرب وحمل السلاح في خضم اتصالاته بحزب الله آنذاك ». وعرج عياش على « تاريخ شنقريحة الدموي بمنطقة البويرة الثي كان قائدها في عشرية الدم كما ورد في كتاب الحرب القذرة الذي صدر في يناير 2001، والذي اتهم فيه كاتبه شنقريحة مباشرة باعتباره قائد منطقة العمليات البويرة رفقة الكولونيل سعيد باي واخرون، بارتكاب عمليات اختطاف وتعذيب واغتيال العديد من الجزائريين، بدون محاكمات بالبويرة نفسها، وبالتنسيق مع مديرية الاستعلامات والامن في عموم المناطق الداخلية للقبايل خاصة بعد انتفاضة 2001 ». واعتبر المحلل السياسي ذاته، أن « صعود شنقريحة إلى رئاسة الأركان سيكون فرصة لاستمرار الخطة السابقة لإحكام قبضة الجيش على الساحة الداخلية وتذويب الحراك عبر الدعوة إلى الحوار وهي دعوة ستخلق انشقاقات وانتهازيين سيركبون على هذه الحركة الاحتجاجية لبث التفرقة وبعدها اضعافه، والقطع مع المعارضين بداعي تجنب الفتنة والمؤامرات الخارجية، كما كان يقول ذلك حسني مبارك والقذافي حين اشتد الخناق على مقاعدهم وادركوا نهاية المشوار، غير أن مشوار قضية الصحراء مستمر مع هذا الصقر والذي جرى كل عتاد الجزائر وقواتها الأرضية إلى تخوم تندوف لإجراء مناورات استعراضية أمام حضور الاسد الامريكي من جهة ودعما الحليف الورقي البوليساريو والذي آنذاك سعى لنصب قواعد و بنايات عشوائية بالمناطق العازلة ».