شاركت 16 امرأة يمنية في بطولة محلية للبلياردو في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، رافضات الخضوع للظروف الصعبة جراء الحرب في بلد محافظ تطغى الذكورية على مجتمعه. ويشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات نزاعا داميا على الحكم بين سلطة معترف بها دوليا تلقى مساندة تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين المدعومين من إيران، تسبب بأسوأ أزمة انسانية في العالم بحسب الأممالمتحدة. وقُتل وأُصيب عشرات آلاف الأشخاص في الحرب التي شهدت سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014، ودفعت بملايين الأشخاص إلى حافة المجاعة وبينهم العديد من الأسر في العاصمة نفسها. المرأة اليمنية تُعتبر من بين الأكثر تضررا جرّاء الحرب وغالبية المشاركات في العشرين من العمر، تنافسن على مدى أربعة أيام في البطولة التي اختتمت هذا الاسبوع، وهي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب في 2014. وارتدت بعض اللاعبات النقاب الأسود، بينما غطّت أخريات رؤوسهن بحجاب. وقالت رفعت « أحيي المرأة، أنّها أقدمت على هذه الخطوة في الظروف التي نحن فيها بسبب الحرب ». وذكرت أنّ السلطة الحاكمة في صنعاء « تشجّع » النساء على المشاركة في « كل المجالات »، متحدّثة في مقر إقامة البطولة في العاصمة اليمنية حيث يتجنب الكثير من السكان انتقاد السلطات المحلية. وبحسب صندوق الأممالمتحدة للسكان، فإن المرأة اليمنية تُعتبر من بين الأكثر تضررا جرّاء الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن. ويشير الصندوق إلى أنّ وتيرة زواج القاصرات والاعتداءات الجسدية والنفسية التي يتعرضن لها، ارتفعت خلال سنوات الحرب. لا تزال بعض العائلات ترفضن السماح للنساء فيها بأن تشارك في بطولات رياضية وتقول منظّمة الأممالمتحدة للطفولة « اليونيسف » إنّ أكثر من 40 بالمئة من الفتيات اليمنيات يتزوجن مع بلوغهن سن ال15. وذكرت رفعت أنّ المجتمع « لم يعد منغلقا كما كان في السابق »، لكن لا تزال بعض العائلات ترفضن السماح للنساء فيها بأن « تلعب، أو تشارك في بطولات رياضية، أو أن تسافر ». وتابعت « المرأة نصف المجتمع، لكن على أي أساس أكون نصف المجتمع إذا بقيت في المنزل؟ ».