معنينو يكشف "وثيقة سرية" عن مخاوف الاستعمار من "وطنيّة محمد الخامس"    عدم صرف الدعم الاجتماعي للأسر يثير تساؤلات مع حلول عيد الفطر    المعارضة بجماعة الجديدة تطالب بإدراج نقاط تتعلق بوضعية النظافة والصحة والثقافة في دورة ماي 2025    إحباط محاولة تهريب أكثر من 2000 قطعة من المواد المتفجرة إلى المغرب عبر ميناء طريفة    المغرب التطواني يعبر لدور ثمن نهائي كأس العرش    الوداد يتأهل إلى ثمن كأس العرش    نقابات تطالب بحماية الموظفين خلال عملية توزيع الأعلاف.. وإشادة بمجهودات المديرة الإقليمية لوزارة الفلاحة بطنجة    الساسي يُقيم مشروع المسطرة الجنائية    لائحة الشركات التي تقدمت للإستفادة من الدعم المخصص لأضاحي العيد العام الماضي    المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بطنجة تُعلن عن أماكن إقامة صلاة عيد الفطر لعام 1446    وفاة شاب في أصيلة في ظروف مؤلمة.. والمعطيات الأولية تشير إلى اضطرابات نفسية    الرميد يرد على لشكر: مهاجمة حماس وتجاهل إسرائيل سقوط أخلاقي وتصهين مرفوض    أوراق من برلين.. أوقات العزلة المعاصرة: اكتشاف الشعور الكوني    ترجمة "نساء الفراولة" إلى العربية    التحريض على الهجرة السرية ونشر أخبار زائفة يقودان شابًا إلى الاعتقال بتطوان    الأمن يوقف شابا بتطوان    حلويات "الفرّانْ" تتراجع بشفشاون    الطالبي العلمي: معطيات الوزير بركة عن استيراد الأغنام "غير صحيحة"    الأمم المتحدة: مقتل 830 فلسطينيا في غزة خلال 8 أيام بينهم 496 امرأة وطفلا    لتمويل مشاريع المونديال.. المغرب يعود لسوق السندات الأوروبية لاقتراض أزيد من ملياري أورو    تحويلات مغاربة الخارج تتجاوز 17.8 مليار درهم وتراجع طفيف في الاستثمارات بالخارج مقابل ارتفاع قوي في تدفقات الاستثمارات الأجنبية بالمغرب    عبد الرحيم.. نموذج مشرف للأمانة يعيد عشرة ملايين سنتيم إلى صاحبها في سوق إنزكان .    محكمة الاستئناف ببرشلونة تبرئ اللاعب ألفيس من تهمة الاعتداء الجنسي    مدينة طنجة ضمن أفضل 10 وجهات سياحية عالمية لعام 2025 وفق مجلة ألمانية مرموقة    العامل المنصوري يبشر بمشروع "مدينة الترفيه والتنشيط" لتطوير إقليم تطوان وخلق فرص للشغل    تألق ليلة القدر في رمضانيات طنجة الكبرى: روحانية، تراث وتكريم لذوي الهمم    رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية    المشاورات غير الرسمية لمجلس السلم والأمن الإفريقي: البلدان التي تمر بانتقال سياسي تشيد بريادة المغرب وحنكته الدبلوماسية    استطلاع رأي يكشف مخاوف الفرنسيين: الجزائر تشكل تهديدًا جديًا لأمن فرنسا    رفع الإيقاف عن مهدي بنعطية    الديوان الملكي يعلن عن ثلاث تعيينات جديدة    عمرو خالد: هذه تفاصيل يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. مشاهد مؤثرة ووصايا خالدة    شهر رمضان.. وكالة بيت مال القدس الشريف تقدم حصيلة حملة المساعدة الإنسانية في القدس    144 قتيلا جراء الزلزال في ميانمار    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم قطاع التواصل    بخصوص ما قاله الكاتب الأول عن فلسطين الآن!    تاونات.. موسم فلاحي واعد بفضل التساقطات المطرية الأخيرة    مستقبل الدولي المغربي سفيان أمرابط بات على المحك … !    عون يبرئ حزب الله من إطلاق النار    دنيا بوطازوت تنسحب من تقديم "لالة العروسة" بعد أربع سنوات من النجاح    بورقية وبوعياش وبلكوش .. الديوان الملكي يعلن عن تعيينات جديدة    تفاصيل تزويد المغرب ب 18 قطارًا    السعيدية.. تسليط الضوء على الندوة الدولية حول تطوير الريكبي الإفريقي    إسبانيا تعلن عن ملف مشترك مع المغرب والبرتغال لتنظيم بطولة عالمية جديدة    العجز التجاري للمغرب يقفز إلى 50.7 مليار درهم عند متم فبراير    رامز جلال في رمضان والكاميرا الخفية المغربية .. مقلب في الضيوف أم في المشاهد؟    وزارة الداخلية.. إغلاق 531 محلا ومصادرة 239 طنا من المنتجات غير القانونية    العرض ماقبل الأول لفيلم «مايفراند» للمخرج رؤوف الصباحي بسينما ميغاراما    مباريات كرة القدم للتأهل إلى المونديال إصابة أكرد تدمي قلب مشجع ستيني    عودة أسطورة الطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي في عرض يعد بالكثير    الأردن وزواج بغير مأذون    باحثون يكتشفون رابطا بين السكري واضطرابات المزاج ومرض ألزهايمر    كرة القدم لعبة لكنها ليست بلا عواقب..    سكان المغرب وموريتانيا أول من سيشاهد الكسوف الجزئي للشمس السبت    "الرزيزة" .. خيوط عجين ذهبية تزين موائد ساكنة القصر الكبير    رسالة إلى تونس الخضراء... ما أضعف ذاكرتك عزيزتي    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تودع شكاية لفائدة طفلة أُصيبت بالسيدا عقب عملية جراحية    السعودية تحين الشروط الصحية لموسم الحج 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقتل الرئيس اليمني السابق: انفتاح على السعودية ثمنه الموت

مقتل صالح دعم كبير للحوثيين وضربة للتحالف بقيادة السعودية
قال خصوم وأنصار للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إنه قتل في إطلاق نار اليوم الاثنين بعد أن بدل ولاءه في الحرب الأهلية التي تشهدها اليمن متخليا عن حلفائه الحوثيين المدعومين من إيران لصالح التحالف الذي تقوده السعودية.
وقالت مصادر بجماعة الحوثي إن مقاتلين أوقفوا سيارته المصفحة بقذيفة صاروخية خارج صنعاء ثم أطلقوا عليه النار فقتلوه. وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح مقتله في هجوم على ركب سياراته. ونعى الحزب على موقعه الإلكتروني زعيمه صالح.
وقال مراقبون للوضع في اليمن إن مقتل صالح سيمثل دفعة معنوية كبيرة للحوثيين وضربة قوية للتحالف بقيادة السعودية. وذكروا أن أي آمال للتحالف في إمكانية استمالة صالح لمساعدتهم ضد الحوثيين قد تبددت الآن بعد مقتله.
وهنأ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الشعب اليمني في خطاب تلفزيوني اليوم الاثنين. وقال «في هذا اليوم الاستثنائي والتاريخي نتوجه بالتهاني لكل أبناء شعبنا العزيز وبالشكر لله العزيز القدير الحكيم».
وأضاف «اليوم هو يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة واليوم الأسود لقوى العدوان».
وشدد الحوثي على أن جماعته التي تعتنق المذهب الشيعي ستحافظ على النظام الجمهوري في اليمن ولن تسعى للانتقام من حزب صالح.
وقاد أنصار الحوثي سياراتهم في شوارع صنعاء للاحتفال على وقع الأغاني الحربية.
وأشاد الحوثي أيضا بإطلاق جماعته صاروخا باتجاه الإمارات هذا الأسبوع ووصفه بأنه «رسالة مهمة لقوى العدوان». ونصح الدول التي تستثمر أموالها في الإمارات والسعودية بسحب استثماراتها إذا ما استمرت حملتهما في اليمن.
من جانبه دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جميع اليمنيين إلى الانتفاض ضد الحوثيين بعد مقتل صالح. وطالب، خلال كلمة بثتها قناة العربية على الهواء مباشرة، بفتح صفحة جديدة في القتال ضد الحوثيين.
وقال «أدعو جميع أبناء شعبنا اليمني في كل المحافظات التي لازالت ترزح تحت وطأة هذه المليشيات الإجرامية الإرهابية إلى الانتفاض في وجهها ومقاومتها ونبذها وسيكون جيشنا البطل المرابط حول صنعاء عونا وسندا لهم، فقد وجهنا بذلك».
وأضاف في إشارة إلى الحوثيين «يكفي شعبنا اليمني هذه المعاناة التي سببتها له تلك العصابات الإجرامية… هذا الشعب لا يستحق إلا الحياة الكريمة والعيش الكريم».
كما دعا قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه صالح «للتوحد خلف قيادتها الشرعية وخلف الشرعية الدستورية والحكومة الشرعية التي كانت وستظل خيمة وطنية لكل أبناء الوطن من المهرة (في أقصى الشرق) إلى صعدة (في أقصى الشمال)».
وكان صالح (75 عاما) قال يوم السبت إنه مستعد لفتح «صفحة جديدة» في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية ووصف الحوثيين بأنهم ميليشيا انقلابية وهو ما دفعهم لاتهامه بالخيانة.
وشهدت مناطق في صنعاء ذات كثافة سكانية عالية قتالا بين الحليفين السابقين على مدى أيام وسيطر الحوثيون على مناطق كثيرة بالعاصمة وفجروا اليوم الاثنين منزل صالح، بينما قصفت طائرات التحالف مواقع للحوثيين.
وبدا أن إنهاء التحالف بين صالح وجماعة الحوثي سيحول مجريات الحرب وهو ما أعطى التحالف الذي تقوده السعودية ميزة جديدة في مواجهة الحوثيين.
وتسببت الأزمة اليمنية في حدوث كارثة إنسانية إذ دفع حصار فرضه التحالف والاقتتال الداخلي الملايين إلى شفا مجاعة وعجل بتفشي أوبئة مميتة.
وقالت الأمم المتحدة إن القتال والضربات الجوية اشتدت في صنعاء، حيث الطرق مغلقة والدبابات منتشرة في العديد من الشوارع، مما أدى إلى تقطع السبل بالمدنيين ووقف تسليم المساعدات الإنسانية العاجلة بما في ذلك الوقود وإمدادات المياه النظيفة.
وقالت المنظمة الدولية في بيان في أعقاب مناشدتها هدنة إنسانية غدا الثلاثاء إن بعضا من أعنف الاشتباكات وقعت حول المنطقة الدبلوماسية قرب مجمع الأمم المتحدة بينما تم تعليق رحلات المساعدة من مطار صنعاء وإليه.
وقالت الأمم المتحدة «الوضع المتصاعد يهدد بدفع الخدمات الأساسية التي لا تعمل تقريبا… إلى التوقف. هذه الخدمات تعرضت لأضرار شديدة بالفعل جراء الحصار».
وأضافت أن القتال امتد أيضا إلى محافظات أخرى مثل حجة.
وفي واشنطن قال مسؤول بالإدارة الأمريكية اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف في اليمن إلى إحياء المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب الأهلية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن ادعاء الحوثيين أمس الأحد بأنهم أطلقوا صاروخا على أبوظبي يظهر «مدى الاضطراب الذي تسببه هذه الحرب للمنطقة وكيف يستغل النظام الإيراني الحرب من أجل طموحاته السياسية».
وستتجه الأنظار الآن إلى حلفاء صالح السياسيين وقادته العسكريين الذين يقول محللون إنهم ساعدوا تقدم الحوثيين باتجاه الجنوب في 2014 للسيطرة على مناطق في غرب اليمن. * رؤوس الثعابين
قال ادم بارون الخبير في الشأن اليمني بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «ما حدث الآن وما إذا كانت عائلته وحلفائه السياسيين سيخوضون القتال لم يتضح بعد».
وأضاف «رجاله سيتملكهم الغضب وكثير منهم سيتعطشون للدماء بالتأكيد، لكن هناك العديد يقفون في المنتصف خاصة بين القبائل التي ستقف مع من يبدو أقوى أيا كان هو».
وتابع «التحالف ربما وضع الكثير من البيض في سلة صالح قبل أن تسقط . بدوا يدعمون محاولته بقوة لمواجهة الحوثيين لكن ربما فشل هذا المسعى الآن».
وقال حافظ البكاري رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام لرويترز إنه يتوقع تصاعد الصراع. وأضاف أن ما حدث سيعطي التحالف وحكومة هادي الفرصة للضغط عسكريا على الحوثيين في عدة جبهات في محاولة للاستفادة من التطور الجديد.
وأضاف أن هذا يحمل خطرا كبيرا على المدنيين خاصة إذا ما حاول التحالف السيطرة على صنعاء حيث أن الحوثيين سيقاتلون بشراسة.
قال دبلوماسي غربي لرويترز «الانتقام الوحشي قد يكون السبيل الوحيد أمام عشيرة صالح».
وأضاف أن التحالف قد يهدف إلى شن هجوم خاطف على المراكز الحضرية الرئيسية التي أضعفت سيطرته خلال سنوات الحرب.
وقال «دعونا نرى ما إذا كانوا سيستغلون ضباب الحرب ويحاولون أخذ صنعاء أو الحديدة (المطلة على البحر الأحمر)».
وشبه صالح في الماضي حكمه لليمن الذي استمر 33 عاما بالرقص على رؤوس الثعابين وهي فترة شهدت توحيد الشمال المحافظ والجنوب الماركسي وحربا أهلية وانتفاضات وحملات لمتشددين إسلاميين وصراعات قبلية.
ولكن صالح أ جبر على التنحي في 2012 تحت وطأة إحدى انتفاضات الربيع العربي وبعد إصابته أثناء محاولة لاغتياله، وذلك ضمن خطة للانتقال السياسي توسطت فيها السعودية.
وفر إلى السعودية التي كانت حليفا له وقتها للعلاج وسمحت له الرياض بالعودة إلى اليمن بعد ذلك بشهور في خطوة ندمت عليها كثيرا بسبب تقويضه خطة انتقال السلطة وانضمامه في وقت لاحق للحوثيين.
ومهد ذلك لدوره الأخير وهو أن يصبح حليفا للحوثيين، الذين حاربهم ست مرات أثناء رئاسته لليمن، وحليفا لإيران الداعم السياسي للحوثيين.
ولكن أنصار صالح والحوثيين تنافسوا بعد ذلك على السيادة على المنطقة التي كانوا يديرونها معا بما في ذلك العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون في سبتمبر أيلول عام 2014 وتحول العداء إلى قتال مفتوح يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني.
وانتهت المناورة اليوم الاثنين. وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي لجثة صالح مصابا بجرح غائر في جانب رأسه ومحمولا على غطاء أحمر اللون أثناء نقله إلى شاحنة صغيرة فيما لوح مقاتلون قبليون بأسلحتهم.
وكانوا يهتفون قائلين «الحمد لله… يا علي العفاش» وهو لقب عائلة صالح.
وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح لرويترز مقتله مع ياسر العواضي الأمين العام المساعد للحزب خارج صنعاء في هجوم بالقذائف الصاروخية والرصاص استهدف موكبه.
وأكد يحيى محمد عبد الله صالح رئيس أركان الأمن المركزي اليمني السابق وابن شقيق صالح مقتل عمه في منشور على موقع فيسبوك. ووصف عمه الراحل بالشهيد.
هدوء المعارك؟
ذكر سكان أن الوضع في صنعاء هدأ. وظل معظم الناس داخل منازلهم وباتت الشوارع مهجورة وسط حالة من الخوف مع فرض الحوثيين السيطرة الكاملة. واستمرت مقاتلات التحالف في التحليق في السماء.
وزعم محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين اليوم الاثنين تحقيق مكاسب ملحوظة في معركة صنعاء.
وقال في بيان «بعون الله وتوفيقه استطاعت الأجهزة الأمنية مساء أمس مسنودة بتأييد شعبي واسع من تطهير الأماكن التي تمترست فيها ميليشيات الخيانة والغدر».
واتهم في تصريحات للجزيرة دولة الإمارات بدفع صالح لتبديل ولائه وقال إن المؤسسة الأمنية ستنشر وثائق عن اتصالاته بالتحالف الذي تقوده السعودية.
ونقلت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين عن شهود قولهم إن مقاتلي الحوثي سيطروا على منزل العميد طارق ابن شقيق صالح.
وذكر سكان أن الأطراف المتحاربة تبادلت إطلاق نيران أسلحة آلية ومدفعية في الوقت الذي تقدم فيه الحوثيون في وسط الحي السياسي حيث معقل صالح وأسرته.
وقال أحد سكان المنطقة «عشنا أياما من الرعب. دبابات الحوثي تطلق النار وتتساقط القذائف على أحيائنا السكنية».
وأضاف «القتال شرس للغاية ونشعر أننا سنموت في أي لحظة. لا يمكننا الخروج من منازلنا».
وقالت وسائل إعلام ومصادر سياسية حوثية أيضا إن مقاتلي الحوثي تقدموا باتجاه مسقط رأس صالح في قرية تقع خارج صنعاء وحيث يمتلك قصرا محصنا.
وسيطر صالح على الجيش على مدى عقود ووضع وحدات رئيسية تحت قيادة أقاربه، ولكن السرعة التي حقق بها الحوثيون مكاسب على حلفائه تشير إلى أن لهم اليد العليا القوية في الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها معا.
وساهمت سيطرة الحوثيين على الوزارات الرئيسية ووسائل الإعلام الحكومية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات على تحويل جزء كبير من المجتمع اليمني لدعم حملتهم العسكرية ذات الشعارات الدينية، وفي المقابل لم يقبل زعماء القبائل والقادة العسكريون الرئيسيون المشاركة في انتفاضة صالح.
وربما يعني هذا أن وضع الحوثيين في جبهات القتال المختلفة في أنحاء البلاد ضد القوات الموالية للسعودية سيبقى قويا مع استمرار حالة الجمود.
انفتاح ثمنه الموت
وقد شكلت انعطافة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح نحو السعودية حدثا قد يغير شكل الحرب في اليمن في اتجاه عزل الحوثيين، ومؤشرا الى عودة صالح الى أحضان الرياض.
وتفجر الاستياء المتصاعد بين صالح والحوثيين على خلفيات مالية وتقاسم السلطة والنفوذ وشبهات بإتمام صفقات سرية، في اليومين الاخيرين حين أعلن الرئيس السابق استعداده ل»طي الصفحة» مع السعودية. وترافق ذلك مع مواجهات عسكرية على الارض في صنعاء بين الفريقين قتل فيها اكثر من ستين مقاتلا، وتمددت خلال الساعات الماضية الى خارج صنعاء.
وكان صالح حليفا للرياض قبل ان يخوض في السنوات الثلاث الاخيرة حربا ضدها الى جانب الحوثيين. وكان الحوثيون ينفذون عمليات ضد قواته عندما كان لا يزال في السلطة قبل تنازله لصالح الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي في 2012.
وسيؤدي فك التحالف بين صالح والحوثيين الذي كان متوقعا الى حد كبير، وما يستتبع ذلك من خلط للتحالفات في اليمن، دورا مفصليا في تغيير قواعد النزاع يرى محللون انه لن يكون بالضرورة نحو الافضل.
في المقابل، يزداد وضع المدنيين العالقين وسط المعارك بين الحوثيين المدعومين من ايران والقوات الموالية لصالح، تعقيدا في بلاد مزقتها الحرب والفقر والاوبئة والمجاعة.
وتقول المحللة السياسية المتخصصة في شؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الازمات الدولية ابريل لونغلي آلي «لا شك أنه أمر مفصلي، ولكن اتجاهه غير واضح»، مضيفة «المعارك جارية في العاصمة وتتجه نحو الاسوأ. قد تكون معارك دامية جدا».
وكان صالح عب ر على مدى شهور عن عدم رضاه من تنامي نفوذ الحوثيين الذين وصفهم قبل ايام بانهم «ميليشيا».
والحوثيون يمنيون شماليون تربطهم علاقات بايران، وقد اتهموا صالح على مدى شهور بانه غدر بهم على خلفية شبهات بعقده لقاءات سرية مع السعودية، العدو اللدود لايران.
والحوثيون على خلاف مع السلطة المركزية في اليمن منذ حوالى عقد من الزمن. في العام 2014، شنوا هجوما كاسحا انطلاقا من معقلهم في صعدة في الشمال، ودخلوا صنعاء في 21 سبتمبر وسيطروا على مقر الحكومة بعد أيام من المعارك خاضوها بالتحالف مع وحدات من الجيش اليمني بقيت موالية لصالح. وواصلوا تقدمهم في اتجاه وسط البلاد، وسيطروا على مناطق واسعة.
وظهر العداء بين الحوثيين وفريق علي عبد لله صالح الى العلن في غشت عندما تبادل الطرفان الاتهامات بالخيانة وترافق ذلك مع اشتباكات في صنعاء.
في الاشهر اللاحقة، ساءت العلاقات قبل ان ينهار التحالف. ورحبت الرياض بانفتاح صالح على التحالف الذي تتزعمه.
وتتواصل المعارك بين مقاتلي الطرفين للسيطرة على مواقع رئيسية في صنعاء، ما يثير مخاوف من فتح جبهة جديدة في النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي حصد ارواح الآلاف وأدى الى اسوأ ازمة انسانية في العالم، بحسب الامم المتحدة.
ولم يتضح بعد ما يمكن ان يؤدي اليه قلب الموازين في صنعاء.
ويقول لوران بونفوا، الخبير في شؤون اليمن في مركز ابحاث العلوم السياسية «سيانسبو» ومقره باريس، «لا شك ان السعودية شجعت صالح على انهاء التحالف عبر تقديم وعود سياسية».
وأعلن رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر قبل قليل أن الرئيس اليمني سيعلن قريبا عن «عفو عام وشامل» عن كل من تعاون مع الحوثيين، ويعلن تراجعه عن ذلك، في مبادرة واضحة تجاه أنصار صالح.
وتقول لونغلي آلي «لا يزال من غير الواضح لماذا اختار صالح التحرك الآن. مهما كانت دوافعه، نحن الآن امام حرب مختلفة لا يمكن التكهن بمن سيفوز فيها».
وتتابع «النتيجة مرهونة بعدد من العوامل المتشابكة، بما فيها موقف القبائل اليمنية حول صنعاء، وقدرة الحرس الجمهوري على التوحد بقيادة صالح، والسيطرة على وسائل الاعلام المحلية وكيفية تحرك التحالف الذي تقوده السعودية».
وخدم صالح (75 عاما) في سلاح المشاة اليمني وتقدم سريعا ليصبح زعيما لليمن الموحد، وهو منصب وصفه في الماضي بانه «رقص فوق رؤوس الثعابين».
وانتخب رئيسا لليمن الشمالي في 1978، وأعلن اول رئيس لليمن الموحد في 1990، بعدما اتحد شمال البلاد ذو الغالبية الزيدية مع الجنوب حيث الغالبية الاشتراكية.
وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما أحكم خلالها قبضته على السلطة وناصب الحوثيين العداء، وشن حروبا ضدهم، وقد لقيت شكواهم من التهميش اصداء في جنوب البلاد.
وغرق اليمن في ازمة منذ تنحي علي عبد لله صالح في فبراير 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه، قبل ان يضطر إلى نقل السلطة إلى عبد ربه منصور هادي الذي كان نائبه آنذاك.
وانضم بعد سنتين الى الحوثيين الذين اقاموا حكومة لهم في صنعاء.
ويقول محللون ان موقف صالح الحالي ينبع من عدم رضاه على تصاعد نفوذ الحوثيين في صنعاء.
وتقول لونغلي آلي «منذ بدء الشراكة بينهما، كان استمرار التحالف بين الحوثيين وصالح مستبعدا، بسبب شعور بعدم الارتياح بين الفريقين اللذين لهما عداوات مشتركة، إنما تفرقهما اختلافات عقائدية وسياسية كبيرة».
وتضيف «مهما حصل في المعركة الجارية في صنعاء، يجب ان يتم التفاوض حول حل دائم للنزاع يؤمن المكانة السياسية والحماية لجميع الفرقاء. ولا يمكن استبعاد اي فريق لان ذلك سيؤدي الى مزيد من العنف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.