بعدما حذرت السلطات الأميركية من وجود مادة مسرطنة في علب مسحوق بودرة الأطفال الشهير، الذي تنتجه شركة جونسون آند جونسون، سارعت الأخيرة إلى إجراء اختبارات بنفسها على المسحوق. وبحسب ما أوردت صحيفة « وول ستريت جورنال » الأميركية، الأحد، فقد قالت الشركة إن الاختبارات التي أجريت لم تجد أي آثار للمادة المسببة للسرطان (الإسبستوس)، وذلك بعد 11 يوما فقط على سحب المسحوق من الأسواق. لكن الصحيفة الأميركية أكدت أن النتائج « أكثر تعقيدا » مما تقول شركة جونسون آند جونسون. وتوضح أن الاختبار الأول أجري في مختبر بولاية بنسلفانيا، حيث تم « الانحراف » عن أساليب الفحص المعتادة، حيث أجبر فريق البحث على فحص عينات من المسحوق في غرفة مخصصة لتحليل بقايا الرصاص. ولفتت « وول ستريت جورنال » إلى أن المختبر عثر « على كمية قليلة من المادة المسرطنة في عينات المسحوق »، لكن هذه النتائج اعتبرت عديمة الجدوى، بعدما تم اكتشاف أن الغرفة « ملوثة بهواء المكيف ». وفي وقت لاحق، أجرت جونسون آند جونسون اختبارات أخرى في ولاية جورجيا، حيث أظهرت النتائج الأولية خلو بودرة الأطفال من المادة المسرطنة. ورغم أن هذه النتائج أولية وليست قاطعة، إلا أن الشركة الأميركية استخدمتها في إعلانها الذي قال إن منتجات مسحوق الأطفال خالية من الأسبستوس. وكانت إدارة الدواء والغذاء الأميركية خلصت في أكتوبر الماضي إلى أنها عثرت على آثار مادة الأسبستوس المسرطنة، بعد اختبارات أجرتها، مما دفع الشركة المتخصصة في إنتاج السلع الطبية والاستهلاكية إلى سحب كميات من بودرة الأطفال من الأسواق. ورفع أميركيون دعاوى قضائية ضد جونسون آند جونسون، وقالوا أمام المحاكم إن منتجات الشركة تسببت في إصابتهم أو إصابة أطفالهم بالسرطان. ومن بين هؤلاء، حصلت سيدة أميركية من ولاية أيداهو على مبلغ 40 مليون دولار، كتعويض مالي من الشركة العملاقة، بعد أن وجدت المحكمة أنها أصيبت بمرض نادر من السرطان. ويطلق على هذا النوع النادر اسم « الظهارة المتوسطة »، وهو سرطان مرتبط بمادة الإسبستوس الموجودة في بودرة تنتجها الشركة. وتواجه جونسون آند جونسون نحو 100 ألف دعوى قضائية تتعلق بسلامة المنتجات.