أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع على محتجين معارضين للحكومة في بغداد، أمس الأحد، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 22 شخصاً، حسبما قالت الشرطة ومصادر طبية، وذلك بعد يوم واحد من إجبار المتظاهرين على التراجع صوب ساحة رئيسية في العاصمة العراقية. وقالت مصادر إن شخصا لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات في اليوم السابق. وأجبرت قوات الأمن يوم السبت المحتجين على التراجع عن جسور حاولوا السيطرة عليها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث فضت قوات الأمن تجمعاً للمتظاهرين في ساحة الخلاني، وسط محاولات متواصلة من المحتجين للعودة إلى الساحة. وقال حيدر غريب، وهو مسعف متطوع في مستشفى مؤقت في ساحة التحرير التي تمثل الآن نقطة التجمع الرئيسية للمتظاهرين في بغداد، إن الوضع ما زال كما هو وما زالوا يطلقون النار على الناس ويجري نقل الجرحى إلى المستشفى. وقالت مصادر طبية إن بعض المصابين نقلوا إلى المستشفى بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأعلنت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، الأحد، ارتفاع ضحايا الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة إلى 319 قتيلا منذ بدئها مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقال رئيس اللجنة أرشد الصالحي، في بيان إن «عدد الشهداء بلغ منذ بدء الاحتجاجات ولغاية الآن 319 شهيدا من المتظاهرين والقوات الأمنية»، دون توضيح عدد القتلى من كل جانب. لكن أرقاما أوردتها مفوضية حقوق الإنسان في العراق (رسمية تابعة للبرلمان) في وقت سابق أشارت إلى سقوط أكثر من 300 قتيل و15 ألف جريح، غالبيتهم العظمى من المحتجين. وأضاف الصالحي أن «الحكومة لا تزال تفتقر إلى إدارة الأزمة بشأن التظاهرات»، مبديا قلق لجنته من «القناصين والضربات بآلات صيد من قبل مجهولين وتفجير عبوات صوتية قرب ساحات التظاهر» . وأفاد مصدر أمني في محافظة ميسان جنوبي العراق، بأن محتجين أغلقوا مدخل معبر الشيب الحدودي مع إيران والطريق المؤدي إلى حقل البزركان النفطي (أحد أكبر حقول المحافظة). وقال المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن «عددا من المحتجين أغلقوا مدخل منفذ الشيب الحدودي الرابط بين محافظة ميسان وإيران، ونصبوا حواجز وأضرموا النيران في إطارات السيارات» . وأوضح المصدر أن «متظاهرين آخرين أغلقوا الطريق المؤدية إلى حقل البزركان النفطي في ميسان»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن لم تتدخل حتى الآن لإعادة فتح الطرق التي أغلقها المحتجون» . إلى ذلك، أصيب 5 جنود إيطاليين في هجوم استهدف قافلة عسكرية إيطالية في العراق، حسب هيئة الأركان العامة الإيطالية. وذكرت الهيئة في بيان، أن هجومًا بقنبلة استهدف قافلة للوحدات الخاصة الإيطالية، الموجودة في العراق لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولتقديم خدمات الإرشاد والتعليم للقوات المسلحة العراقية. وأضافت أن الهجوم وقع أثناء مرور القافلة، وأسفر عن إصابة 5 جنود إيطاليين، 3 منهم في حالة حرجة، دون أن يشكل ذلك خطرًا على حياتهم. وأوضحت أنه تم نقل الجنود المصابين على متن مروحية أمريكية إلى مستشفيات لتلقي العلاج. وأفادت أن كلًا من وزير الدفاع الإيطالي، لورينزو جويريني، ورئيس هيئة الأركان، إنزو فيكياريللي، يتابعان الموضوع عن كثب. وبدأت النيابة العامة في العاصمة الإيطالية روما تحقيقًا في ملابسات ما حدث، لتحديد إن كان هجومًا إرهابيًا أم لا