حزينة جدا.. حزينة كامرأة، لأنه في بلدي لا تزال النساء تتعرضن للرجم الرمزي ، وتُسَقن مُهانات الى الزنازن بتهم عاطفية .. حزينة كصحفية، لأنه في بلدي لا يزال الصحفيون يُعتقلون ويُتابعون بسيناريوهات انتقامية محبكة حين ينحرفون عن صفِّ الإجماع ، ولأنه في بلدي يوجد صحفيون آخرون، لا يستحضرون قيم الرحمة والتضامن، ويتلذذون بالتشَّفي، و بنهش أعراض زملاءهم وهم مسلوبي الحرية.. حزينة كمواطنة، لأنه في بلدي لا يزال هناك تضييق على الحريات، وانتهاكات للحقوق، وتوظيف للقضاء والإعلام من أجل إسكات أصوات المعارضين والمحتجين.. حزينة كإنسان، لأن حياتنا الخاصة، وحميميتنا، و أرحامنا، تحت أعين أجهزة الرصد بدون إذن منَّا ، ولأننا عراة أمامهم ولو كنَّا مرضى على سرير الفحص داخل عيادة طبيب… حزينة وسجينة مثلك هاجر .. معذرة على عجزي، لا أملك إلاَّ الكلمات، فقط الكلمات الباردة ، وإحساس مُلتهب بالخوف .. يبدو أن القادم أسوأ ياوطني؟!!..