إذا كانت هناك قراءة وتمحيص وتفسير للطريقة التي فتح بها عمر حجيرة ملف تسيير بلدية وجدة، فلأن الرئيس لا يريد أن تشير إليه الأصابع لوحده بالانتقاد وهو رئيس مجلس بلدي حاليا، وبالشر والتشفي عندما يصبح شخصا عاديا مثلما حصل مع العديد من رؤساء ومستشارين ومسؤولين سابقين. فقد وقف عمر احجيرة وحده في مرافعة لتسليط الضوء على مجريات الأحداث والمتغيرات بعد الانتخابات الأخيرة، في قاعة المؤتمرات في فندق قرب محطة القطار بوجدة، عشية يوم الاثنين 14 يونيو 2010، تطرق خلالها لمقترحه الجماعي لتنمية مدينة وجدة . وذلك بغية تحقيق مشروع متكامل يشارك فيه الكل من مستشارين جماعيين، وموظفي وعمال البلدية، ورؤساء المصالح الداخلية والخارجية لجميع الادارات المحلية، ومجتمع مدني وحتى الصحافة، للوصول إلى تدبير حكيم وناجح لمصالح المدينة، " مع الأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع، والاعتماد على فريق الخبراء بتوفير الظروف الملائمة، للوقوف على مواطن الخلل والاعتماد على البوصلة الصالحة حتى لا يبقى للآخرين حجة لتسويق معارضتهم، رغم أن المشروع هو الآن قيد الدرس، والجميع مطالب بالتحليل والدراسة والمساهمة"( من كلمة عمر حجيرة). لم يكن عمر حجيرة المتسائل والمستغرب الوحيد للفوضى التي كانت تسير بها البلدية والمدينة، والامبالاة التي أصبحت لصيقة بأغلبية المواطنين، بسبب تفشي التذمر الاجتماعي والطبقي، وتجدر الأنانية، وغياب الحس الوطني ... وللتذكير، فإن المكتب المسير للمجلس البلدي الذي انبثق عن الانتخابات الأخيرة بأغلبية هشة، وضعيفة وغير مسؤولة، ومعارضة سرشة وغير تفاوضية ، مما نتجت عنه فوضى عارمة في تسيير دواليب البلدية، وهو ما سهل مأمورية الفاسدين والمرتشين من رؤساء المصالح الداخلية وعلاقاتهم بالمصالح الخارجية ذات الصلة بوظائف البلدية.... في هذا الوضع أصبح أي تحرك للرئيس يقابل بالتشويش والانتقاد والوقفات الاحتجاجية الفارغة من المحتوى .. نظرا لتجدر اللوبيات، وتصافح وتلاقي الولاءات السياسية والحزبية والشخصيةالضيقة على حساب مصالح المدينة والوطن وحقوق المواطن. ويبقى أن نشير أننا لسنا هنا بصدد تزكية والدفاع عن هذا، أوللتجني على ذاك، بل للتدكير بأن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و التهيئة العمرانية ومحاربة الهشاشة، ومقترح المخطط الجماعي للتنمية، ومقترح الجهوية الموسعة، كل هذا تحول إلى كرة ملتهبة ستعري وتفضح العديد من اللوبيات، كما ستحرق المزيد من الفاسدين والمرتشين والوصوليين.