مؤلم. مؤلم ما حدث في جماعة « إمي نتيارت » التابعة لقيادة أضار، ضواحي إقليمتارودانت. التعازي والحزن ضروريان لكن غير كافيين. هو حدث مؤلم بكل المقاييس، بمقياس الألم لضياع حياة عدد من الناس في سياق عاصفة رعدية، وبمقياس مواطنين مغاربة التئموا من أجل القيام بمباراة رياضة فيما يبدو، وبمقياس الغضب من الخفة والاستهتار الذي سمح بإنشاء ملعب للقرب هو أقرب إلى الموت منه إلى الحياة باعتباره بُني – عن سابق معرفة بالوضع – في مجرى واد في منطقة معروفة بفجائية تغيُّر مناخها وقوة صبيب فيضاناتها. فالأمر لم يكن قضاء لا مفر منه. وإلا لا معنى لتحديد المسؤوليات في هذه الفاجعة… هناك 3 أسئلة تتطلب الجواب حتى نتفادى كارثة أخرى مماثلة. السؤال الأول الذي يجب أن يُجاب عنه حالا أمام الضابطة القضائية وأمام وكيل الدولة مع ما يترتب عنه من جزاءات هو: منْ مِنَ المسؤولين – منتخبين أو غيرهم – رخَّص ببناء الملعب إياه في مكان معرض للخطر في أي لحظة؟ ومَنْ مِنَ المسؤولين علم بأمر إنشاء الملعب ولم يتحرك لإغلاقه وتفادي الكارثة المحتملة؟ ومن من المسؤولين لم يعمل على بناء ملعب في مكان آمن؟ السؤال الثاني الذي يسائل وزارة الداخلية حالا هو التالي: كم من ملاعب في البلد توجد الآن في نفس وضع ملعب القرية المنكوبة؟ وما هي التدابير العاجلة التي ستتخذ انطلاقا من هذه اللحظة من أجل منع وقوع نفس المأساة – علما بأن حالة الطقس لا زالت تنذر بالمزيد مع نهاية فصل الصيف – خاصة وأن الجميع يعلم أن هناك دورا ومبانٍ بنيتْ في أماكن مماثلة في جماعات أخرى؟؟؟ السؤال الأخير: هل حقا كان سكان القرية على علم – في الوقت المناسب – بخطورة التساقطات واحتمال وقوع فيضان؟ وللتذكير، فحسب تحريات أولية في الويب، فقد سبق لناشط من المنطقة هو السيد أشنيد عبد الرحمان أن نبه إلى خطورة الأمر منذ أكثر من شهر (15 يوليوز 2019 – لنظر صورة تدوينته المرفقة). هذا السيد يجب أن يتم الاستماع إلى شهادته. لقد كتب قبل شهر من الفاجعة في تدوينة له ما يلي: « السؤال للمشرفين عن هذا الملعب من بدايته حتى نهايته وخا هادشي، ماشي شغلي ندخل فيه لازم نطرحو الفكرة للنقاش.. واش هاد ناس لي بناو هاذ الملعب فالواد ربما واش فكرو مليح خدمو عقلهم ولا لا.. كما تشاهدون ملعب كرة القدم في جانب الواد والعواصف الرعدية التي تثير انتباه الجميع في موسم الصيف تهدم الأخضر واليابس، كما تعرف جل المناطق الجبلية مهدد بالعواصف القوية..". (ملحوظة: قرأت تدوينة السيد أشنيد في موقع « كش24 » وبحثت عنه على الفيس ومن صفحته أخذت شهادته. فكل الشكر له وللموقع – الصور مأخوذة من موقعي « عبر » و »أكادير 24″) هذا الناشط نموذج للمواطن، نحتاج أمثاله كثيرا وبلا عدد، خاصة في مواقع المسؤولية. هؤلاء هم نماذج أطر النموذج التنموي الناجح…