أثارت فاجعة سيولإقليمتارودانت التي أودت بحياة 7 أشخاص على الأقل، حتى الآن، الكثير من الأسئلة حول مسؤولية السلطات المحلية التي سمحت ببناء ملعب في سرير الوادي، ومسؤولية الأشخاص الذين ظلوا يراقبون تسرب المياه إلى الملعب واحتموا ببناياته الهشة بدلا من الهروب كما فعل غيرهم للصعود نحو المرتفع للنجاة بأنفسهم. ملعب في سرير الوادي ونشر العديد من رواد فيسبوك صورا مصحوبة بتعليقات، تظهر بناء الملعب الذي شيد في سرير الوادي. وكتبت فدوى مسك معلقة على صورة جوية تظهر بناء الملعب في عمق الوادي: “غير معقول، لا نحتاج إلى مهندس أو معماري. فقط إلى منتخبين أميين ومتدربين في مجال البناء. نحن لسنا في العالم الثالث، نحن في البعد الخامس”.
Incroyable. On n'a besoin ni d'ingénieurs ni d'architectes. Seulement d'élus incultes et de formation professionnelle à la maçonnerie. On n'est pas dans le tiers monde là, mais dans la cinquième dimension… Publiée par Fedwa Misk sur Jeudi 29 août 2019
وفي نفس السياق كتبت مدونة أخرى أسمها ناديا الدوغمي: ” الإهمال، وعدم الكفاءة، والعبث، وازدراء الحياة البشرية، هي الأسباب الرئيسية للخسارة المأساوية في الأرواح في منطقة تارودانت. لقد دفع سكان بلدية إيمي نتياريت ثمنا باهظا. إن التصريح ببناء ملعب لكرة القدم على قاع النهر الذي يحتمل أن يتعرض لمثل هذه الفيضانات الكبيرة في الطقس السيئ أمر غير مسؤول تمامًا وإجرامي! السلام لروحك الضحايا الفقراء”.
Publiée par Nadia Doghmi sur Jeudi 29 août 2019
مدونون آخرون نشروا فيديو يظهر بداية تسرب مياه السيول إلى الملعب، في وقت كان فيه أشخاص آخرين فوق المنصة التي جرفتها السيول فيما بعد، وكان بإمكانهم مراقبة خطر السيول المحدق بهم، فيما كان آخرون مازالوا يلعبون داخل أرضية الملعب، وهو ما يطرح السؤال حول مدى استهانة الأشخاص الذين كانوا في الملعب بالخطر الذي كان محدقا بهم دون أن يبادروا إلى الهرب للإفلات من الخطر كما فعل غيرهم. تحذير قبل شهر ونصف وفي نفس السياق تداول مدونون تحذيرا سبق أن نشره ناشط من نفس المنطقة يدعى أشنيض عبد الرحمن، ففي 15 يوليوز 2019، أي قبل شهر ونصف تقريبا نشر أشنيض على صفحته صورة للملعب محذرا: “السلام عليكم غير لتوضيح.. والسؤال للمشرفين عن هذا الملعب من بدايته حتى نهايته وخا هادشي ماشي شغلي ندخل فيه، لازم نطرحو الفكرة للنقاش. واش هاد ناس لي بناو هاد الملعب فالواد ربما واش فكرو مليح؟ خدمو عقلهم )ولا لا)؟” وأضاف معلقا: “كما تشاهدون ملعب كرة القدم في جانب الواد والعواصف الرعدية التي تثير انتباه الجميع في موسم الصيف، تهدم الأخضر واليابس كما تعرف جل المناطق الجبلية، مهددة بالعواصف القوية كل من بنى منزلا في جانب الوادي أو جهز مشروعا يتعرض للمشاكل وخيمة مستقبلا”. وختم أشنيض تدوينته بالقول “بغيت ايت تزيرت تصلهم هاد الفكرة ، وأستسمح.. اللهم يسر ولا تعسر”.
السلام عليكم غير لتوضيحوالسؤال للمشرفين عن هذا الملعب من بدايته حتى نهايته وخا هادشي، ماشي شغلي ندخل فيه لازم نطرحو… Publiée par Achnid Abderahman sur Lundi 15 juillet 2019
نفس الناشط سيعود يوما قبل حدوث الفاجعة الفاجعة، أي يوم الثلاثاء، لينشر تدوينة جديدة، هذه المرة محذرا من العاصفة التي أعلنت عنها مديرية الأرصاد الجوية، وكتب ما يلي: “نشرة إنذارية.. عواصف رعدية مرتقبة غدا الأربعاء بإذن الله فوق مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط وسوس والجنوب الشرقي والمناطق المجاورة..” وزاد نفس الناشط محذرا: “عواصف رعدية عنيفة، وأمطار خفيفة، وأحيانا رعدية في مجموعة من المناطق الجنوبية إمجاظ، تافراوت، طاطا، ورزازات، تغجيجت، تارودانت، إيمنتانوت، إغرم.. المرجو توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن الأودية الجارفة وعدم المخاطرة”. وبعد وقوع الحادث عاد نفس الناشط ليعلق بشكل مقتضب “سبق أن نشرنا خطورة هذا الملعب..ولا من يحرك ساكنا. السؤال: من يتحمل كامل المسؤولية؟”. ومباشرة بعد وقوع الكارثة تم تداول هذه التدوينة بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن استيائهم من استخفاف المسؤولين بحياة الناس، وعدم احترام أبسط شروط التعمير.
فيما انتقدت تدوينات أخرى البنيات التحتية الهشة وغياب التخطيط في العالم القروي، الذي يعيش على وقع التهميش والفقر.
فتح تحقيق في ملابسات الحادث يذكر أن سيولتارودانت أودت بحاية 7 أشخاص كانوا يحضرون مباراة لكرة القدم في ضواحي مدينة تارودانت، هم شاب يبلغ 17 عاما وستة مسنين. وتم العثور على شخص مسن مصاب بجروح متفاوتة الخطورة تم نقله إلى المستشفى، بينما ما زال البحث جاريا عن “شخص واحد يعتبر في عداد المفقودين”، وفق مصادر رسمية. وأعلنت السلطات المحلية فتح تحقيق “تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات”. وحذّرت مديرية الأرصاد الجوية في نشرة إنذارية مساء يوم الأربعاء، وصباح يوم الخميس من “زخات رعدية قوية” بعد ظهر الأربعاء والخميس في عدد من المناطق جنوب وشرق المغرب بينها مدينة تارودانت ونواحيها. وأشارت إلى أن هذه الأمطار يحتمل أن تكون مصحوبة بالبرد ورياح عاصفة.