خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية مطالبة بالتغيير وبناء دولة ديمقراطية للجمعة ال27 منذ بداية الحراك، الذي مرت عليه ستة أشهر كاملة، كانت حبلى بأحداث ومكاسب كبيرة، لكن المعركة لم تنته واستمرار المظاهرات دليل على أن الحراك لم يحقق مطالبه في انتقال ديمقراطي و تغيير نظام الحكم. ونزل المتظاهرون إلى الشارع في العاصمة ومدن أخرى منذ الصباح، حتى وإن كان العدد الأكبر خرج إلى الطرق والساحات بعد صلاة الجمعة، في حين أن التعزيزات الأمنية بدت أقل مقارنة بالأسابيع الماضية، ودون تسجيل أي صدامات بين المتظاهرين وبين رجال الشرطة. ورفع المتظاهرون عدة شعارات تؤكد على "دولة مدنية وليس عسكرية"، ومعارضة لاستمرار رموز نظام الرئيس السابق في الحكم، وخاصة رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، مع التأكيد على رفض إشراف الحكومة الحالية على الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما ارتفعت شعارات أخرى وهتافات ضد هيئة الحوار والوساطة التي يقودها كريم يونس، وسجلت أيضا هتافات ضد رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس عقب استقباله لأعضاء هيئة الوساطة، والحملة التي انطلقت ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتهمه بمقايضة مواقفه مع النظام من أجل تولي منصب الرئاسة، وهي حملة وصلت حد المساس بشرفه وشخصه، رغم أن بن فليس لما التقى كريم يونس وأعضاء هيئته لم يقدم صكا على بياض، بل وضع شروطا من أجل المشاركة في الحوار، ومن أجل ضمان نجاحه. وحمل المتظاهرون شعارات للتأكيد على أنه " لا حوار، ولا انتخابات بإشراف رموز العصابة"، و" محور الحوار: ذهاب رموز العصابة، ارجاع السلطة للشعب". فضلا عن " دولة مدنية لا عسكرية". ورفع المتظاهرون شعارات أخرى مناوئة لأعضاء هيئة الوساطة والحوار الوطني التي أطلقت مشاورات مع مختلف فعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني، بهدف الوصول إلى حلول لإخراج الجزائر من الأزمة التي تعيشها منذ 22 فبرايرالماضي. كما ورفع المحتجون خلالها شعارات تؤكد استمرارهم في الحراك حتى تحقيق مطالبهم كافة، من قبيل: "ياحنا يا أنتوما..ماناش حابسين" (إما نحن أو أنتم.. سنستمر في الحراك)، و"لا حوار مع العصابة"، وغيرها من الشعارات الرافضة لبقاء رموز النظام. والتقت هيئة كريم يونس رئيس حزب جيل جديد ( معارض) سفيان جيلالي، والذي أكد أن المناخ الحالي لا يشجع على الحوار، وأنه يفضل حاليا عدم المشاركة فيه إلى غاية تغير الأجواء، مشددا على أن حزبه يفضل البقاء خارج الحوار، لأن الإجراءات التي كان ينتظرها لم تر النور بعد، ولا شيء يوحي بأن السلطة تريد توفير الأجواء الملائمة لحوار من شأنه الخروج بحلول توافقية للأزمة التي تعيشها البلاد، مع التأكيد على أن الحوار يبقى في الطريق الوحيد للخروج من المأزق الذي توجد الجزائر.