يسارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الزمن لتعيين مبعوث جديد إلى الصحراء خلفا لهورست كوهلر، قبل نهاية بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء « المينورسو » أواخر أكتوبر المقبل. مصادر مقربة من الملف كشفت ل »فبراير » أن جبهة « البوليساريو » تضغط من أجل استعجال تعيين مبعوث جديد إلى المنطقة، معتبرة استمرار شغور المنصب خسارة لها وتجميدا للملف، الأمر الذي تزعم أنه في صالح المغرب. يأتي هذا في سياق نقاش حاد داخل مجلس الأمن حول جنسية المبعوث الجديد، إذ رجحت المصادر أن يكون أمريكيا، اعتبارا لمنطق التناوب الذي دأبت الأممالمتحدة على العمل به، غير أن فرنسا تبدو متشبثة باختيار مبعوث أوروبي الجنسية، محتجة بكون سابقيه الألماني « هورست كوهلر » والهولندي « بيتر فان والسوم »، لم تتح لهما الفرصة، كما استفاد منها الأمريكي « كريستوفر روس » مثلا أو « جيمس بيكر » إذ عمرا في المنصب أكثر من الأوربيين. خطوات غوتريس المتسارعة، استهلت قبل أسبوعين باقتراحه على الدول الخمس الكبار بمجلس الأمن، لائحة بأسماء شخصيات يفترض أن يخلف أحدها كوهلر. مصادر ديبلوماسية ربطت بين غياب توافق بين الدول الخمس الكبرى حول اسم بعينه، وعدم إدراج ملف الصحراء، ضمن جدول أعمال مجلس الأمن لشهر غشت الجاري، إذ تجاهلت الرئاسة الدورية التي تتولاها بولندا، بعد التشاور مع الأممالمتحدة والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، إدراج قضية الصحراء ضمن أجندة عمل المجلس، ليبلغ بذلك غياب الملف عن المجلس أربعة أشهر متتالية، علما أن آخر نقاش أممي للقضية يعود إلى شهر أبريل الماضي، حين تمت المصادقة على القرار 2468. يأتي هذا الغياب ليعزز حالة الجمود التي يشهدها الملف منذ استقالة المبعوث الأممي إلى الصحراء؛ الألماني هورست كوهلر شهر ماي الماضي، عقب تقدمه الملحوظ في الملف وبذله جهودا أثمرت جمع طرفي النزاع حول مائدة مشتركة مرتين اثنتين خلال شهري مارس ودجنبر الأخيرين.