شهد المغرب في الاونة الأخيرة تنامي توثيق الاغتصاب وتداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر تطبيق الترال الفوري « واتساب ». واهتز المغرب على وقع جريمتين تتعلقان بالاغتصاب، الأولى تتعلق باغتصاب طفل وقتله بمدينة مكناس، والثانية باعتداء جنسي جسدي على الضحية حنان أفضى إلى وفاتها. وتعالت أصوات تطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام في جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، إذ أطلق نشطاء حملات وعرائضتدعو تشديد العقوبات في حق المعتدين. وتساءل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أسباب توثيق عمليات الاغتصاب ونشرها. في هذا، الصدد قال الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، إن الإغتصاب ظاهرة عالمية يجب أن تأخذ في، شموليتها، نظرا للعديد من العوامل الإجتماعية و التربوية و القانونية ». وأرجع الشعباني الاغتصاب وتوثيقه إلى وجود خلل في المنظومة التربوية، والتي اعتبر أنها تخلت عن المبادئ، التي يمكن أن تغرس القيم و الأخلاق، الممكن أن تبعد الشخص عن مثل هذه الممارسات والجرائم ». كما سجل المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي مع « فبراير » أن « غياب قوانين واضحة ورادعة، للحد من الظاهرة جعلها تتنامى بشكل كبير ». وشدد الشعباني على أن منظومة القيم المجتمعية انهارت، ولم تعد تؤدي دورها في التأطير »، مشيرا إلى أن « المغتصب ينتقم من المجتمع ومحيطه بفعله هذا، لأنه يعتبر نفسه تعرض للتهميش وانتهاك لحقوقه ». وأردف المتحدث ،نفسه قائلا أن منظومة القيم، انهارت و لم تعد تأدي واجبها في المجتمع. وعزز قوله « في كون أن المغتصب، فهو ينتقم بهذه الجرائم و الأفعال، من مجتمعه الذي، انتهكه و همش حريته ». وأكد الشعباني أن وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية لها أدوار مهمة في التحسيس ،و التوعية من مخاطر الوقوع في مثل هذه الجرائم. كما سجل الباحث في علم الاجتماع أن الإعلام قد أخرج ظاهرة توثيق الإغتصاب، إلى العلن و أصبح الكل يتحدث عنها في كل وسائل الإعلام سواء، تعلق الأمر بالإعلام السمعي البصري أو الإعلام المرئي .