طيلة تسعة أيام، فتحت جمهورية أذربيجان، ذراعها لاستقبال مشاركين من أزيد من 20 دولة، وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الدولي للتعددية الثقافية، الذي ناقش هذه السنة موضوع « تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات »، و الذي نظمت على هامشه الجامعة الصيفية للتعددية الثقافية. وأشرف على تنظيم هذا الحدث، الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، منظمة « توحيد الكلمة بين الشباب في العالم »، و « مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية »، الذي سخر جميع امكانياته المالية واللوجيستيكية لضمان نجاح هذا الحدث العالمي، باشرف مباشر من رئيس الجمهورية، الهام عليف. وعرف المنتدى، عقد جلسات عامة تطرقت لسبل تعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وكذا ورشات في مجال بناء قدرات القيادات الشابة لتعزيز التعددية الثقافية والدينية. وأكدت إيرينا كونينا المشرفة على الدوارة، أن التعددية الثقافية لها عدد من النماذج في الحقبة الحديثة وتختلف هذه النماذج بعضها عن بعض حسب خصائصها وعلى الرغم من وجود اختلافات بين النماذج الشتى للتعددية الثقافية فإن الدور الرائد في تشكل مجتمع متعدد الثقافات ودعم البيئة متعددة الثقافات خاص بالدولة. وأكدت المشرفة على أن التعددية الثقافية أصبحت نمط الحياة في أذربيجان وتعايش ممثلي الأقوام والأعراق المختلفة في البلد في ظروف الأمن والأمان والسلام. وألقى مدير قسم مشاريع مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، عباس اسماعيلوف، في الدورة عرضا متناولا نموذج أذربيجان للتعددية الثقافية »، مبرزا أن غرض نموذج أذربيجان للتعددية الثقافية إنشاء انسجام ووئام للتعايش بين منتسبي مختلف الأديان والشعوب والأقوام عبر العالم »، مؤكدا أن هذا النموذج يقدم حاليا مثالا عبر العالم ويدرس في الوقت ذاته. وأشار المسؤول الأذربيجاني إلى أن أساس سياسة التعددية الثقافية التي تحولت إلى سياسة دولة أذربيجان وضع من جانب الزعيم العام حيدر علييف، وهي السياسة التي يشرف عليها حاليا الرئيس إلهام علييف، بنجاح. وأضاف أيضا أن « سياسة الدولة التي يتم تنفيذها في جمهورية أذربيجان المستقلة في مجال العلاقات بين الأقوام والدين تعتمد على معايير القانون الدولي والجذور التاريخية الغنية ما يجعل المجتمع الدولي يهتم بها. وقدم اسماعيلوف معلومات مفصلة حول فعاليات مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية الذي أسس بالقرار الجمهوري الصادر عن الرئيس الأذربيجاني، والمشاريع التي ينفذها »، مبرزا أن الاعمال المنفذة الرامية إلى حماية التعددية الثقافية والتسامح وتطويرهما تخدم لتسوية العلاقات بين الدولة والدين وفي الوقت ذاته للعلاقات بين الاقوام والأديان. من جهته، قال مدير قسم التعاون الدولي والتنمية الابتكارية نائب رئيس جهاز وزارة الثقافة واصف ايواززاده، ان » أذربيجان مشغولة بتشجيع التعددية الثقافية والتسامح والتعايش ليس في المنطقة فقط بل وعلى المساحة الدولية أيضا. وتحدث ايواززاده عن المشاريع الناجحة المنفذة في مجال تطوير الحوار بين الثقافات وابتاع مختلف الأديان ضمن « علمية باكو » المنفذة بمبادرة الرئيس إلهام علييف »، مبرزا أن « عملية باكو » تكتسي ببالغ الأهمية من حيث تطوير الحوار بين الثقافات. وسهر المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، روان حسنوف، على ضمان نجاح هذا الحدث العالمي، حيث أشرف على مختلف جوانب المنتدى، والجامعة الصيفية، مؤكدا في حديث لوسائل الاعلام على التنوع العرقي والثقافي وتقاليد التعايش وبيئة التعددية الثقافية والتسامح السائدة في البلد. وأشار في خطابه الى أن » أذربيجان لكل شخص بغض النظر إلى انتمائه الديني والقومي يملك فيها حقوقا متساوية ويعيش في ظروف سلمية وينفذون تقاليدهم وعباداتهم أحرارا. وشدد على أن بيئة التسامح النادرة هذه تزداد قوة وسعة يوما لآخر بقيادة الرئيس إلهام علييف الحكيمة والبصيرة. وتميزت أشغال هذا المنتدى العالمي، والجامعة الصيفية لأذربيجان، بحضور شخصيات مهمة، يتقدمها مستشار رئيس أذربيجان للشؤون الدينية والاثنية، كما تميزت الدورة بزيارة المشاركين لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، وعدد من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية بمدن شاكي، أوغوز، غابالا، التي تجسد انفتاح أذربيجان على مختلف الأديان والثقافات والأعراق.