اجتمع وفد من حركة طالبان مع مجموعة من كبار السياسيين الأفغان في موسكو يوم الثلاثاء وأكد ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد حتى يتسنى التوصل لاتفاق سلام وذلك وسط تضافر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ 18 عاما. واجتمع الوفد الذي يرأسه الملا بردار آخوند كبير مفاوضي طالبان مع سياسيين بينهم قادة إقليميون ومرشحون ينافسون الرئيس أشرف غني في الانتخابات الرئاسية هذا العام. وقال بردار "الإمارة الإسلامية تريد السلام لكن الخطوة الأولى تتمثل في إزالة العقبات أمام السلام وإنهاء احتلال أفغانستان". وكان يتحدث على التلفزيون في خطوة تهدف فيما يبدو إلى ترسيخ صورته كأحد الوجوه العامة الرئيسية لطالبان. وأطاحت قوات تدعمها الولاياتالمتحدة بحكم طالبان بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر أيلول 2011، وتشير الحركة لنفسها باسم الإمارة الإسلامية. وقال محمد كريم خليلي رئيس المجلس الأعلى للسلام وهو الهيئة الرئيسية المسؤولة عن جهود السلام إن عشرات يلقون حتفهم في القتال كل يوم وإن الوقت حان لإيجاد "آلية عادلة تحظى بالاحترام" لوضع نهاية لإراقة الدماء. ويجري مسؤولو طالبان محادثات مع دبلوماسيين أمريكيين منذ شهور بشأن شروط انسحاب أكثر من 23 ألف جندي من القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان وتوصلوا إلى مسودة اتفاق على بعض القضايا لكن لم يتحدد موعد للجولة المقبلة من المفاوضات ولا تزال هناك الكثير من العقبات. ومن بين أهم العراقيل رفض طالبان التعامل مباشرة مع حكومة غني المدعومة من الغرب والتي تعتبرها "دمية". وينظر إلى الاجتماعات بين وفد طالبان وشخصيات سياسية لا ترتبط رسميا بالحكومة على أنها وسيلة لتمهيد الطريق أمام مفاوضات كاملة لاحقا. لكن كثيرا من المسؤولين الأفغان ينظرون بعين الريبة إلى هذه الاتصالات ويرون أنها تقوض شرعية الحكومة وتعزز موقف طالبان.