نفت طالبان أن تكون تستعد للدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في المملكة العربية السعودية، كما أكده مسؤولون أفغان وقياديون سابقون في التنظيم الذي يقود حربا على السلطات الأفغانية والقوات الدولية دخلت عامها الثاني عشر، في وقت نفت فيه وزيرة باكستانية رفيعة المستوى أن تكون لبلادها أجندة سرية في أفغانستان. وكان مصدر دبلوماسي في الرياض قد تحدث عن وفديْن يمثلان الحكومة الأفغانية وطالبان سيصلان إلى المملكة العربية السعودية، في وقت ومكان لم يُحدَّدا بعد، من أجل محادثات ترعاها الرياض. كذلك تحدث إسماعيل قاسيميار المسؤول البارز في مجلس السلام العالي (وهو هيئة حكومية أفغانية تعنى بفتح قنوات اتصال مع الجماعات المسلحة) عن إمكانية إجراء مباحثات مع طالبان، أو أي جماعات مسلحة أخرى في المستقبل القريب بكل من السعودية وتركيا. وقال إن بعض أفراد القيادة السياسية لطالبان يفضلون السعودية بدل قطر (التي أعلن التنظيم الشهر الماضي استعداده لفتح مكتب يمثله فيها) بينما تفضل عناصر أخرى تنتمي للمعارضة المسلحة تركيا. لكن بيانا لطالبان اليوم على الموقع الإلكتروني نفى وجود نية للدخول في مفاوضات. وقال بيان للتنظيم على موقعه "لا صحة إطلاقا لما ينشر من تقارير تقول إن وفدا عن الإمارة الإسلامية (طالبان) سيلتقي ممثلين عن حكومة (حامد) كرزاي في المملكة العربية السعودية في المستقبل القريب". وكان مسؤول سابق في التنظيم قد تحدث عن محادثات أولية في قطر مع مسؤولين أميركيين بهدف إنهاء الحرب التي بدأت في 2001. وقال مولوي قلم الدين -الذي كان قائدا للشرطة الدينية خلال حكم طالبان (1996-2001)- إن المحادثات الفعلية لم تبدأ، لكن المفاوضين شرعوا في عملية لبناء الثقة وسيستغرق ذلك بعض الوقت. علاقات الجارين وتعتزم أفغانستان من جهتها الضغط على باكستان للاتصال بقادة حركة طالبان، أثناء زيارة بدأتها لكابل اليوم وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار التي التقت مسؤولين رفيعين بينهم الرئيس حامد كرزاي. وذكرت مصادر أمنية أفغانية رفيعة المستوى أن مسؤولين أفغانيين سيستغلون الزيارة للضغط على باكستان للتواصل مع الملا عبد الغني برادر، وهو أحد مؤسسي حركة طالبان وقد اعتقل في باكستان عام 2010، إضافة إلى عناصر آخرين في ما يعرف باسم مجلس شورى كويتا. ونفت حنا رباني بعد لقائها كرزاي أن تكون لبلادها أهداف سرية في أفغانستان، وأكدت دعمها أي جهد حكومي أفغاني لتحقيق السلام. وكانت رباني ترد على مذكرة سرية للجيش الأميركي جرى تسريبها، قالت إن باكستان تدعم طالبان التي تتهيأ –كما جاء في الوثيقة الأميركية- لاستعادة السيطرة على أفغانستان بعد أن تكمل القوات الأجنبية انسحابها منها في 2014. واستندت المذكرة -التي اطلعت عليها صحيفة ذي تايمز وبي بي سي- إلى معلومات جمعها الجيش الأميركي من عناصر من طالبان اعتُقلوا، وقالوا إن التنظيم يرى أن النصر قادم "لا محالة" بعد رحيل القوات الأجنبية. وتبادلت أفغانستانوباكستان لسنوات اتهامات بدعم الجماعات المسلحة الموجودة على أراضيهما.