من المنتظر أن تستضيف المملكة العربية السعودية مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، حسب ما أفاد اليوم الاثنين دبلوماسي أفغاني بالرياض، بينما أعلنت مصادر قطرية عن قرب احتضان الدوحة لمفاوضات مماثلة. وأوضح المصدر أن وفدا من الحكومة الأفغانية وآخر من حركة طالبان سيحضران إلى المملكة في وقت ومكان لم يتم تحديدهما بعد لإجراء محادثات برعاية سعودية. من جانبه تحدث إسماعيل قاسيميار، المسؤول البارز في مجلس السلام العالي عن إمكانية إجراء مباحثات مع طالبان، أو أي جماعات مسلحة أخرى في المستقبل القريب بكل من المملكة السعودية وتركيا. وبين قاسيميار أن بعض أفراد القيادة السياسية لطالبان يفضلون التوجه إلى السعودية بدلا من قطر، بينما تفضل عناصر أخرى تنتمي للمعارضة المسلحة تركيا. من جهة ثانية، تعتزم أفغانستان الضغط على باكستان للاتصال بقادة حركة طالبان أثناء زيارة تقوم بها وزيرة خارجية باكستان حنا رباني خار إلى كابل في الأول من فبراير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية جنان موسى زاي، إن كابل تأمل في أن تدشن زيارة رئيسة الدبلوماسية الباكستانية مرحلة جديدة في العلاقة بين البلدين الجارين. وذكرت مصادر أمنية أفغانية رفيعة المستوى أن مسؤولين أفغانيين سيستغلون زيارة خار للضغط من أجل الاتصال بالملا عبد الغني بارادار، وهو من مؤسسي حركة طالبان وتم اعتقاله في باكستان عام 2010، إضافة إلى أعضاء آخرين في مجلس طالبان الذي يعرف باسم شورى كويتا، نسبة إلى مدينة كويتا الباكستانية التي يعتقد أن قادة طالبان يعيشون فيها.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه مسؤول سابق في طالبان أن مفاوضين بدؤوا في قطر محادثات أولية مع مسؤولين أميركيين تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان. وقال مولوي قلم الدين، الذي كان قائدا للشرطة الدينية خلال حكم حركة طالبان (1996-2001)، إن محادثات السلام الفعلية لم تبدأ بعد، لكن المفاوضين شرعوا في عملية لبناء الثقة وسيستغرق ذلك بعض الوقت، حسب قوله. يشار إلى أن حركة طالبان أكدت في وقت سابق هذا الشهر استعدادها لفتح مكتب سياسي في قطر لإجراء مباحثات مع المجتمع الدولي.