الألماني كولر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لصحراء، قدم استقالته لأسباب صحية حسب ما جاء في وكالات الأنباء الفرنسية، وإن صحت هذه الاستقالة فمن المؤكد أن لها خلفيات وتداعيات : -يبدو أن نباهة و دهاء كولر، دفعتا به إلى الانسحاب والابتعاد عن هذا الملف المعقد والشائك، نظرا لتباعد وتناقص المواقف، لاسيما وأن أعتى الدبلوماسيين الأمريكيين فشلوا في فك طلاسيم هذا النزاع، مثل جيمس بيكر.. – تقلبات السياسة ومزاج الإدارة الأمريكية، ربما لم تسعفه في الضغط على الأطراف لإيجاد حل سياسي و واقعي، وهذه الاستقالة قد تكون ردة فعل تجاه هذه الإدارة، لاسيما وأنه كان سابقا متناغما معها، ويحظى بدعمها، و ربما احس ولمس هذا الرجل بعد القرار الاخير 2468، انه لا توجد إرادةحقيقية لدى امريكا لحل هذا النزاع. -أكبر مستفيد من هذه الاستقالة، هو المغرب، لاسيما وأن كولر كان يضغط بشكل قوي وحاول بشتى الطرق أن يلين مواقف المملكة، وناور واستعمال مجموعة من التكتيكات مثل لقاء لشبونة وبرلين الذي رفضه المغرب و تم في فرنسا. – محور الدول الداعمة لاطروحة الانفصال راهنت بشكل كبير على هذا المبعوث بغية حلحلة الملف، وإخراجه من دائرة النسيان..كما أن وفد كبير من البوليساريو قام قبل رمضان بزيارة لألمانيا، في إطار محاولة استمالة الأحزاب والسياسيين الالمانيين لكسب التعاطف و لضمان انحياز كولر أو على الأقل دفعه إلى الاشتغال وفق الشكل الذي يخدم تصورهم للقضية.. -جميع القراءات تبقي محتملة، لكن، من المؤكد إن تأكدت الاستقالة، أن الأممالمتحدة في شخص الأمين العام وبتوافق مع مجلس الأمن، سيدخلان في مرحلة البحث والتوافق حول مبعوث جديد، وهذا الأمر يحتاج إلى مشاورات تتطلب وقتا، مما سيجعل محطة جنيف الثالثة مؤجلة إلى أجل غير مسمى..