سعاد بكدوري الخمال، أيقونة أخرى في قلوب المغاربة أن تنتظر عودة رفيق عمرك بابتسامته المضيئة ولا يعود للمنزل إلا جثة هامدة أن يصلك نعي ابنك الغض اليافع بعد صراع مع الموت دام سبعة أيام بلياليها أن ينهار العالم من حولك وترتطم الجدران وتجف الوديان وتختنق في حنجرتك الكلمات أن ترفع رأسك إلى السماء جريحا ملتاعا متسائلا عن سبب كل هذه القسوة أن تسقط مغشيا عليك من الألم ثم تستفيق لتجد العالم قد تغير في عينيك إلى غير رجعة أن تنتحب في صمت ما طاب لك النحيب ثم تبدأ في رتق روحك وخياطة ما تسرب من حناياك أن تتحامل على نفسك وتجمع ما تبقى لك من كبد وما تلاشى من أحلام أن تقف ثم تسقط ثم تقف ثم تبدأ مشوارا آخر من حياتك أن تمنع الحقد – مع كل ذلك – من أن يركب روحك أن تجمع الطيبين والطيبات حولك لكي تعيد بناء الروح من بقاياها أن تستمر في حب الناس رغم كل شيء أن تصبح أيقونة من أيقونات المحبة والعيش المشترك أن تقف على جرحك بكل ما لك من كرامة وصبر وجَلَد… كي تعطي للآخرين أسبابا بديعة للاستمرار في الحياة أن تفعل كل ذلك وغيره يجب أن تحمل اسم امرأة نحبها جميعا امرأة أصبح اسمها في قلوبنا جميعا امرأة استثنائية هي سعاد البكدوري الخمال… فلتقرأ في هذه الكلمات كل الحب الذي نحمله لها جميعا لشخصها ولكل أسر ضحايا 16 ماي 2003