أفادت دراسة أمريكية حديثة، نشرت نتائجها في العدد الأخير من مجلة « الغدد الصماء »، بأن التوتر المزمن والأكل والتناسل يرتبطان ببعضهما البعض. وتوصلت الدراسة إلى أن المستويات المرتفعة من هرمون « الجريلين » الذي يحفز الشهية ويصدر أيضا أثناء الإجهاد قد يكون ضارا ببعض جوانب الوظيفة الإنجابية. وأجرى الباحثون تجاربهم على مجموعة من الفئران، ودرسوا كيف يمكن لهرمون « الجريلين » التأثير في آثار الإجهاد المزمن وعلى وظائف المبايض. ووجد الباحثون، في كلية الطب جامعة « نيويورك »، أنه من خلال منع مستقبلات الجريلين في الفئران الأنثوية، استطاعت تقليل التأثير السلبي للإجهاد المزمن على جانب رئيسي من وظائف المبيض. وقال الدكتور لوبا سومينسكي، أحد كبار الباحثين في الدراسة، إن هذه الأخيرة « أظهرت الحاجة إلى مزيد من البحث حول التأثير طويل الأجل للتوتر المزمن على الخصوبة ودور الجريلين في تنظيم هذه الآثار، ولكن النتائج الحالية يمكن أن يكون لها آثار بالنسبة لأولئك الذين يعانون من قضايا الخصوبة الكامنة ». وأضاف « الإجهاد جزء لا يتجزأ من حياتنا ومعظمنا يتعامل معه بكفاءة عالية دون مشاكل صحية كبيرة »، مشيرا إلى أن « النساء الشابات وغير الأصحاء قد يتعرضن فقط لتأثيرات مؤقتة من الإجهاد على وظيفتهن الإنجابية ». وتشير الدراسة أيضا إلى أنه قد تكون هناك علاقة بين الأكل والتوتر والوظيفة الإنجابية، نظرا لارتباط هرمون « الجريلين »، ارتباطا وثيقا بالجوع والتغذية، فإن هذه النتائج توحي على نطاق واسع جدا أن العادات الغذائية قد تكون قادرة على تعديل تأثيرات الإجهاد على الخصوبة. وهرمون « الجريلين »، هو هرمون استقلابي يثير الإحساس بالجوع ويزيد من تناول الطعام ويعزز تخزين الدهون، ويتم إفرازه عندما يشعر الإنسان بالتوتر.