تعرفون الكثير من التفاصيل عن علاقة جزء من الاتحاديين بانقلاب الطائرة الفاشل في سنة 1972، فهل تعرفون علاقتهم بالانقلاب العسكري الأول الذي شهد قصر الصخيرات أطواره في سنة 1971؟ لذلك، كان السؤال الذي وُجه إلى أحمد ويحمان كالتالي:"وبالنسبة للمحاولة الانقلابية الأولى التي شهد أطوارها قصر الصخيرات، هل كانت للاتحاديين علاقة بها؟" وهكذا كان الجواب:"على نحو ما، من خلال علاقات الفقيه ببعض قادة الجيش، ولاسيما صديقه الجنرال حمو، وكذا من خلال شريكه في العمل على قلب نظام الحكم، الدكتور عمر الخطابي وعلاقاته مع بعض قادة الانقلاب من الريفيين ، لاسيما عبابو والشلواطي الذي كان يزوره خفية على متن جواده الذي كان يربطه بعيدا، قبل أن يدخل من الباب الخلفي للعيادة، كما أفادني بذلك الدكتور عمر أكثر من مرة"، يقول ويحمان الذي ظل يوصف بالعلبة السوداء للراحل الفقيه البصري، ثم يضيف:"وللعلم أيضا، فإن ابن عم د.عمر العقيد محمد الخطابي، بن الأمير محمد بنعبد الكريم، كان مديرا لمدرسة أهرمومو قبل اعبابو، وكان محمد الخطابي هو المثل الأعلى لاعبابو، أما الجنرال المذبوح، المسؤول الأول رسميا على الانقلاب (وهو ريفي كذلك) فهو نفس الضابط السامي، المشهود له بالنزاهة، والذي اتهم الفقيه بترتيب انقلاب معه سنة 1963".
إنها بعض من الأسرار الجديدة التي كشف عنها أحمد ويحمان في ااستجواب مع أسبوعية "الأيام" في عددها الشهري لشهر غشت الجاري، حيث لم يسبق أن توضحت علاقة الاتحاديين بالانقلاب العسكري الفاشل بقصر الصخيرات، بالمقارنة مع كثرة المعلومات التي كُشف عنها بشأن علاقتهم بانقلاب الطائرة، وعلاقة الراحل الفقيه البصري بالضابط أمقران، وعلاقة هذا الأخير بالجينرال أوفقير...
وكان أيضا مما كشف عنه ويحمان في نفس الاستجواب ما يتعلق بمذكرات الفقيه البصري، التي قال عنها إنها موجودة، وإنه ساهم في كتابة بعض منها، وإنه كان قد اتفق مع الراحل الفقيه على إعادة صياغتها وتدقيقها وإتمام بعض فصولها قبيل وفاته بأسابيع، لكن حدث أن توفي الفقيه، فاختفى أثر المذكرات! كيف؟ يجيب ويحمان في نفس الأسبوعية، ويبدأ بقصة مثيرة انطلقت منذ محاولة جهة قدمت نفسها تحت ستار رجال مطافئ اقتحام منزله بدعوى وجود حريق بالبيت، في نفس الوقت الذي كان فيه وايحمان يشارك في مهرجان تضامني مع العراق بالبيضاء، لكن مساعدة عائلة ويحمان وحارس العمارة والجيران منعوهم من الدخول ... ولذلك قرر ويحمان إعادة مذكرات ووثائق الفقيه البصري التي كانت لديه إلى هذا الأخير..."فما داموا قد اشتموا راحتها عندي، فقد يعاودون الكرة"، ولذلك أعاد ويحمان المذكرات والوثائق التي وصفها بالكنز الثمين إلى الفقيه البصري، فَفَقَد أثرها بعدما كان قد كتب جزءا منها، وكتب المناضل السوري "ميشيل كيلو" الجزء الآخر، يضيف ويحمان.