بعث ناصر الزفزافي القائد الميداني لحراك الريف، رسالة، اليوم من سجن عكاشة، لنشطاء الحراك بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، عبر فيها عن مدى فخره بالمسيرة التي نظموها دعما للمعتقلين على خلفية الحراك. وأوضح أحمد الزفزافي، والد ناصر عبر رسالة نشرها على صفحته في الفيسبوك، أنه أطلع ابنه على أجواء المسيرة التي شارك بها الآلاف، يوم السبت الماضي، ليبعث معه رسالة بهذا الخصوص. وقال الزفزافي في رسالته: « لو تعلمون فخري، و افتخاري وأنتم تنتصرون على قُفل زنزانتي هاته بصدى حناجركم التي أوصلت حرارة أحضانكم من هناك، حيث كنتم إلى هنا حيث العدم الذي تلاشى بصيحاتكم، لقد انبعثت أجنحة لي ولرفاقي بهتافكم، وحلقنا بها عاليا في السماء بعيدا عن مقص السجان الذي يتربص بحريتنا في كل حين… حر أنا من وراء هذه الأسوار بعزيمتكم، وصمودكم، وعلو الملحمة التي صنعتموها للريف و تاريخه ببروكسيل ». وسجل الزفزافي القيادي بحراك الريف المدان ب20 سنة سجنا نافذا أن « تعابير اللغة كلها لا تكفي لشكر المشاركين على وفاءهم والحب الذي غمروا به الريف، والقابعين وراء القضبان بسبب الحراك، معبرا عن امتنانه لإيثار المتظاهرين، وتضحياتهم، ولكل شهيق وزفير زفرتموه، و أنتم تسيرون في الشوارع، و تهتفون بحرية ريفنا العظيم ». وشكر ناصر نشطاء الحراك بالعاصمة البلجيكية بالقول « شكرا لكم على خطاكم، وعلى الوفاء بالعهد بأنكم ستظلون دوما أبناء الريف و بناته البررة ، شكرا لكل من ساهم من قريب أو من بعيد ليكون يوم 16 فبراير عيدا للريف، والحرية و تشبثا بعدالة قضيتنا، شكرا لمن حضر، و لمن أراد و لم يتسنى له ذلك، و لمن لم يِرِد". يضيف في رسالته « إن قساوة السنين التي وزعوها علينا ظلما لا تساوي ثقل خطوة أو نَفَس صيحة واحدة صِحْتُمْ بها. عظيمات وعظماء أنتم بنات وأبناء ريفي العظيم، كعظمة جباله، وقوة كبريائها الشامخة، وقد أثبتم فعلا أن المرأة الريفية خط أحمر بالفعل، والقول، والقناعة، وعالية المقام والشأن بملحمتكم العظيمة تلك التي ستبقى وشما سامِقا في تاريخ . »الريف العظيم النير بالأمجاد الجدير بالذكر أن العاصمة البلجيكية بروكسل شهدت يوم السبت الماضي، مسيرة ضخمة للجالية المغربية للدفاع عن معتقلي الحراك الريف وحملت شعار « المرأة الريفية خط أحمر ». وجرت المسيرة يوم السبت بدعوة من »لجنة بروكسل لدعم الحراك الشعبي في الريف »، حيث كانت المشاركة ضخمة بكل المقاييس مقارنة مع مختلف التظاهرات التي جرت في الماضي في أوروبا، وكانت مشاركة المرأة لافتة للنظر. المسيرة التي دعت إليها مجموعة من الفعاليات الحراكية في بلجيكا، إلى جانب أحمد الزفزافي والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، جابت بعض شوارع العاصمة البلجيكية، بمشاركة المئات من النشطاء وأبناء الجالية بالخارج الذين صدحت حناجرهم بشعارات مطلبية مُستلهمة من حراك الريف، على رأسها الشعارات المُطالبة بإطلاق سراح جميع معتقلي الريف.