عبر ناصر الزفزافي، القيادي بحراك الريف المدان ب20 سنة سجنا نافذا، عن افتخاره بالمسيرة التي نظمها نشطاء الحراك بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، عاصمة الاتحاد الأوربي، دعما للمعتقلين على خلفية الحراك. وقال أحمد الزفزافي، والد ناصر، إنه أطلع ابنه على أجواء المسيرة التي شارك بها الآلاف، يوم السبت الماضي، و”النجاح المبهر الذي عرفته” ليحمله رسالة بهذا الخصوص، في اتصال هاتفي. ونقل الزفزافي الأب عن ابنه قوله: “لو تعلمون فخري، و افتخاري وأنتم تنتصرون على قُفل زنزانتي هاته بصدى حناجركم التي أوصلت حرارة أحضانكم من هناك، حيث كنتم إلى هنا حيث العدم الذي تلاشى بصيحاتكم”. وأضاف الزفزافي “لقد انبعثت أجنحة لي ولرفاقي بهتافكم، وحلقنا بها عاليا في السماء بعيدا عن مقص السجان الذي يتربص بحريتنا في كل حين… حر أنا من وراء هذه الأسوار بعزيمتكم، وصمودكم، وعلو الملحمة التي صنعتموها للريف و تاريخه ببروكسيل”. واعتبر الزفزافي أن “تعابير اللغة كلها لا تكفي لشكر المشاركين على وفاءهم والحب الذي غمروا به الريف، والقابعين وراء القضبان بسبب الحراك، معبرا عن امتنانه لإيثار المتظاهرين، وتضحياتهم، ولكل شهيق وزفير زفرتموه، و أنتم تسيرون في الشوارع، و تهتفون بحرية ريفنا العظيم”. وتابع قائلا “شكرا لكم على خطاكم، وعلى الوفاء بالعهد بأنكم ستظلون دوما أبناء الريف و بناته البررة ، شكرا لكل من ساهم من قريب أو من بعيد ليكون يوم 16 فبراير عيدا للريف، والحرية و تشبثا بعدالة قضيتنا، شكرا لمن حضر، و لمن أراد و لم يتسنى له ذلك، و لمن لم يِرِد”. وأضاف مخاطبا المشاركين قائلا “إن قساوة السنين التي وزعوها علينا ظلما لا تساوي ثقل خطوة أو نَفَس صيحة واحدة صِحْتُمْ بها. عظيمات وعظماء أنتم بنات وأبناء ريفي العظيم، كعظمة جباله، وقوة كبريائها الشامخة، وقد أثبتم فعلا أن المرأة الريفية خط أحمر بالفعل، والقول، والقناعة، وعالية المقام والشأن بملحمتكم العظيمة تلك التي ستبقى وشما سامِقا في تاريخ الريف العظيم النير بالأمجاد”. وكانت مسيرة بروكسيل التي تعتبر عاصمة للإتحاد الأوربي قد شهدت مشاركة الآلاف من المتظاهرين الذين طالبو بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بوضع حد لمعاناة المعتقلين، كما حملوا لافتات تحمل صور وأسماء المعتقلين والعقوبات السجنية الصادرة في حقهم.