أعادت جريمة « شمهروش » ذات الطابع الارهابي، والتي راح ضحيتها سائحتين أجنبيتين، إلى الواجهة سؤال تجفيف منابع الإرهاب على مستوى المناهج الدراسية والمقررات والإعلام والخطاب الديني. وفي هذا السياق، قال محمد رفيقي أبوحفص، « الحل اليوم في نظري هو تجفيف المنابع، مع ما وقع بمراكش من جريمة إرهابية نكراء حسب آخر الأخبار، أظن أنه قد حان الوقت للتفكير في هذا الحل بكل جدية ». وتابع رفيقي قائلا في توينة فيسبوكية « كفى من الترقيع.. كفى من محاولات التلفيق الفاشلة، كفى من الدفاع عن البيئة الفكرية المنتجة للإرهاب.. كفى تساهلا مع التكفير وكل خطاب يستهدف الإنسان، كفى من الادعاء بأننا أنجزنا وفعلنا وقمنا و في الأخير التطرف لا زال بيننا، ويعشش في أدمغة كثير من أبنائنا »، مضيفا « نعم لتجفيف كل منابع الفكر المتطرف.. لا بد من وقفة حاسمة وقاطعة مع كل ما من شأنه إنتاج هذا الفكر البئيس ». ودعا رفيقي إلى تجفيف المناهج والمقررات الدراسية والاعلام والخطاب من كل التأويلات والتفسيرات والاختيارات والمناهج البيداغوجية التي تنتج بلداء ومقلدين ومتعصبين. وضاف متسائلا « هل كل ما سبق له علاقة بالإرهاب؟ نعم، أقل ما فيه أنه تطبيع مع فكر الكراهية والتعصب والحقد على الآخر، وكلها قنوات نحو التطرف والإرهاب » وأبرز المتحدث نفسه أنه « حين تدافع عن المنظومة التراثية بكل ما فيها من خير وشر، وترفض أي نقد لها أو مراجعة، فأنت تطبع مع الإرهاب، لأنه ذلك المجرم يعود لتلك المنظومة فيجد فيها أن نساء الكفار حلال، وأن دم الكافر حلال، وأن سبي نساء الكفار قربة وعبادة وجهاد، وأن اليهود والمسيحين هم المغضوب عليهم والضالون، وأن الولاء والبراء عقيدة لا يصح دين المسلم إلا بها…. فكيف تلومه بعد ذلك على اتباع منظومة تنافح عنها؟ » وختم تدوينته بالقول « إن لم نقم بعملية تجفيف لمنابع كل هذا الفكر، والتأسيس لقيم المواطنة والتربية عليها، بعيدا عن كل الإيديولوجيات الدينية التي أنتجت كل هذا الخراب، فستظل أرواحنا في خطر، وستبقى حياتنا تحت رحمة مجرم يريد ان يتخذ من أمننا وحياتنا طريقا له نحو مضاجعة ثنتين وسبعين من الحور العين ». من جهته قال الشيخ محمد الفيزازي، إن المغاربة التي يجنحون إلى التطرف يتمدون ذلك من الجهل، مضيفا أن الجهل هو القاعدة التي ينطلق منها المجرمون على اختلاف أنواعهم. وسجل المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي مع « فبراير »، على أن الجريمة التي حصلت لا مثيل ولا نظير لها وتجاوزت كل حدود الإجرام، لذلك لا يمكن أن نسأل عن الخلفية الدينية أو الايديولوجية أو علمية لهؤلاء الناس لأن أصلا لا دين لهم إلا الجهل. وأوضح الفيزازي أن التفسير الخاطئ للنص القرآني والأحاديث من طرف هؤلاء جعلهم ينشرون الرعب بين الامنين والمستأمنين. وأوضح الفيزازي أن الأفكار لا يمكن محاصرتها وهي تصل إلى غرفة النوم، مشددا على أن الوعي هو الوسيلة التي من شأنها أن تقلل من هذه الأفكار. وتساءل الفيزازي عن دور الإعلام والوعاظ والخطباء وكل المتدخلين وبخصوص الايات التي تدعو إلى الجهاد، قال الفيزازي أن هؤلاء لا يفهمون معانيها من حيث اللغة ولا من حيث السياق ولا من حيث أسباب النزول والورود بالنسبة للأحاديث، ولا علاقة لهم بالعلم.