في تفاعل مع مقتل سائحتين في منطقة شمهروش بالقرب من إمليل، وترجيح المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والوكيل العام للملك أن تكون الجريمة إرهابية، أكد محمد رفيقي أبو حفص، رئيس مركز الميزان للأبحاث، على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب. وكتب أبو حفص، المعتقل السابق على خلفية قضايا الإرهاب، أن مصطلح “تجفيف المنابع”، كان يثير “في نفوسنا قديما كثيرا من الاستهجان، كنا نراه نوعا من التطرف المضاد الذي يؤزم المشكل، وربما يفرز تطرفا أفظع…”، مستدركا أن الحل اليوم، “هو تجفيف المنابع، مع ما وقع في مراكش من جريمة إرهابية نكراء، حسب آخر الأخبار، أظن أنه قد حان الوقت للتفكير في هذا الحل بكل جدية.. “. وزاد أبو حفص، الذي خاض مراجعات قوية خلال مرحلة الاعتقال، وبعد خروجه من السجن، وقال: “كفى من الترقيع.. كفى من محاولات التلفيق الفاشلة، كفى من الدفاع عن البيئة الفكرية المنتجة للإرهاب..، كفى تساهلا مع التكفير، وكل خطاب يستهدف الإنسان، كفى من الادعاء بأننا أنجزنا، وفعلنا، وقمنا، وفي الأخير التطرف لا يزال بيننا، ويعشش في أدمغة كثير من أبنائنا.. “، وشدد “نعم لتجفيف كل منابع الفكر المتطرف.. لا بد من وقفة حاسمة، وقاطعة مع كل ما من شأنه إنتاج هذا الفكر البئيس.. “. وطالب رفيقي بضرورة “تجفيف المناهج، والمقررات الدراسية، والإعلام، والخطاب الديني بكل قنواته، ومنابره، ومن الجامعات، والمكتبات، والمؤسسات العلمية، من كل التأويلات، والتفسيرات، والاختيارات، والمناهج البيداغوجية، التي تنتج بلداء، ومقلدين، ومتعصبين”، وتساءل: هل كل ما سبق له علاقة بالإرهاب؟ نعم، أقل ما فيه أنه تطبيع مع فكر الكراهية، والتعصب، والحقد على الآخر، وكلها قنوات نحو التطرف والإرهاب.. . وفي رده على من ينتقدون بشكل غير موضوعي، قال أبو حفص: “حين تدافع عن المنظومة التراثية بكل ما فيها من خير وشر، وترفض أي نقد لها أو مراجعة، فأنت تطبع مع الإرهاب”، موضحا أن “ذلك المجرم يعود إلى تلك المنظومة فيجد فيها أن نساء الكفار حلال، ودم الكافر حلال، وأن سبي نساء الكفار قربة، وعبادة، وجهاد، وأن اليهود، والمسيحين هم المغضوب عليهم والضالون، وأن الولاء، والبراء عقيدة لا يصح دين المسلم إلا بها.. فكيف تلومه بعد ذلك على اتباع منظومة تنافح عنها؟”. وجدد رفيقي دعوته إلى تجفيف كل المنابع، مشددا: “إذا لم نقم بعملية تجفيف لمنابع كل هذا الفكر، والتأسيس لقيم المواطنة والتربية عليها، بعيدا عن كل الإيديولوجيات الدينية، التي أنتجت كل هذا الخراب، فستظل أرواحنا في خطر، وستبقى حياتنا تحت رحمة مجرم يريد أن يتخذ من أمننا، وحياتنا طريقا له نحو مضاجعة ثنتين وسبعين من الحور العين”. وتم، صباح اليوم الخميس، توقيف الثلاثة المشتبه في ضلوعهم في جريمة قتل السائحتين الأوربيتين في منطقة “شمهروش” نواحي مدينة مراكش، حيث كشفت مصادر أمنية ل”اليوم 24″، أن الثلاثة تم إيقافهم في المحطة الطرقية “باب دكالة” في مدينة مراكش، داخل حافلة للأسفار، أثناء استعدادهم للسفر إلى مدينة أكادير، في محاولة للهرب.