أكد الأستاذ الجامعي ومدير الشؤون العالمية بالجامعة الأمريكية في « نيو إنغلاند »، أنور مجيد، أن إعلان الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، عن استعداد المغرب للحوار المباشر والصريح مع الجزائر ، يعد « فرصة ذهبية » للقادة الجزائريين لتجاوز حالة الجمود التي ترهن مستقبل أجيال كاملة في المنطقة برمتها. وقال الاكاديمي في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، إن دعوة الملك « فرصة ذهبية للقادة الجزائريين لتقديم أفكار تكفل كسر الجمود الذي يرهن مستقبل أجيال بأكملها » في الجزائر والمنطقة المغاربية. وأعرب مجيد الذي صدرت له العديد من المؤلفات التي تعنى بالمجال السياسي وبالتاريخ، عن الأسف لكون الجمود الحالي في العلاقات الثنائية هو » من مخلفات الحرب الباردة ». وقال « أسوة بأسلافه الميامين، مد الملك محمد السادس طوعا يد السلام والصداقة إلى الجار الجزائري، وذكر قادة الجزائر وشعبهم بأنه من غير المستصاغ أن يتقاسم البلدان الشقيقان نفس اللغة ونفس الديانة وتاريخا من الكفاح ضد الاستعمار، ومع ذلك يظلان منقسيمن ». وتابع أن الملك كان محقا في الإشارة إلى أن هذا الوضع مأساوي وأنه يخذل « طموح جيل المناصلين المغاربة والجزائريين من أجل الاستقلال الذين حلموا بمغرب عربي موحد في مؤتمر طنجة لسنة 1958، والذين توحدوا لطرد القوات الاستعمارية في كلا البلدين ». وكان الملك محمد السادس، قد قال في خطابه الموجه الى الأمة « وبكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين ». ووقف الملك على « واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي، في تناقض صارخ وغير معقول مع ما يجمع شعوبنا من أواصر الأخوة، ووحدة الدين واللغة، والتاريخ والمصير المشترك ». وأكد الملك على أن هذا الواقع « لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية، والذي جسده، آنذاك، مؤتمر طنجة سنة 1958، الذي نحتفل بذكراه الستين »، مبرزا أن موقف المملكة المساند للثورة الجزائرية « ساهم في توطيد العلاقات بين العرش المغربي والمقاومة الجزائرية، وأسس للوعي والعمل السياسي المغاربي المشترك ».