أكد الأكاديمي المكسيكي أندريس أوردونيز أن الدعوة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى الجزائر من أجل "حوار صريح"، والتي تضمنها خطاب جلالته بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، هي مبادرة "واقعية ولامحيد عنها" من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في الصحراء. وشدد أوردونيز، السفير السابق للمكسيك في الرباط ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن حل النزاع حول الصحراء المغربية يمر عبر الحوار بين المغرب والجزائر، معتبرا أن التسوية السلمية لهذا النزاع "ستكون بداية مرحلة جديدة من النماء والرفاهية لشعوب المنطقة". وأكد أندريس أوردونيز أن نزاع الصحراء الذي تم اختلاقه في سياق الحرب الباردة ، لا ينبغي أن يشكل عقبة أمام الحوار المباشر بين المغرب والجزائر، المدعوان لتطوير المصالح الاقتصادية المتبادلة من أجل تقارب حقيقي بين البلدين. وكان جلالة الملك قد قال في خطابه الموجه الى الأمة "وبكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين". ووقف جلالة الملك على "واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي، في تناقض صارخ وغير معقول مع ما يجمع شعوبنا من أواصر الأخوة، ووحدة الدين واللغة، والتاريخ والمصير المشترك". وأكد جلالته على أن هذا الواقع "لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية، والذي جسده، آنذاك، مؤتمر طنجة سنة 1958، الذي نحتفل بذكراه الستين"، مبرزا أن موقف المملكة المساند للثورة الجزائرية "ساهم في توطيد العلاقات بين العرش المغربي والمقاومة الجزائرية، وأسس للوعي والعمل السياسي المغاربي المشترك".