قال الحزب الحاكم في تركيا اليوم الاثنين إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي جريمة قتل معقدة « تم التخطيط لها بوحشية » متجاهلا تأكيدات الرياض بأنه مات في شجار في حين تزايدت شكوك الغرب بشأن الروايات السعودية المتباينة عن اختفائه. واختفى خاشقجي، كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومن المنتقدين بشدة لولي العهد السعودي، قبل ثلاثة أسابيع بعد دخوله القنصلية السعودية للحصول على وثائق لزواجه المرتقب. وأثار موقف الرياض، التي نفت في بادئ الأمر أي علم لها بمصير الصحفي قبل أن تعلن مقتله في شجار داخل القنصلية، الشكوك لدى العديد من الحكومات الغربية ووتر علاقاتها مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. وقال عمر جليك المتحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا إن جهودا بذلت للتغطية على القتل، مشيرا إلى لقطات من كاميرات مراقبة بثتها شبكة (سي.إن.إن) تظهر رجلا يرتدي مثل خاشقجي يسير في اسطنبول بعد اختفائه في محاوله فيها يبدو للخداع. وقال جليك للصحفيين « نحن نواجه وضعا جرى التخطيط له بوحشية وجرت في وقت لاحق محاولة للتغطية عليه. إنها جريمة قتل معقدة ». وأضاف « نحرص على ألا يحاول أي شخص التغطية على القضية. ستظهر الحقيقة. والمسؤولون سيتلقون العقاب، أمر كهذا لن يدور بخاطر أحد بعد الآن ». واختفى خاشقجي يوم الثاني من أكتوبر تشرين الأول عندما دخل القنصلية السعودية في اسطنبول. وبعد أسابيع من إنكار المعرفة بمصيره قال مسؤولون سعوديون إن الصحفي البارز قتل في « مشاجرة بالأيدي ». وأمس الأحد قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي إن خاشقجي ق تل في « عملية سارت على نحو خاطئ ». لكن بعض تصريحاته بدت متناقضة مع تصريحات سابقة صدرت عن الرياض فيما يشير إلى تغيير جديد في الرواية الرسمية. وضغطت عدة دول منها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا على الرياض لتقديم كل الحقائق، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن برلين لن تصدر السلاح للسعودية إذا استمر الغموض في قضية خاشقجي. * تسجيل صوتي قال ياسين أقطاي أحد مستشاري أردوغان « لا يسع المرء سوى التساؤل كيف يمكن أن تنشب ‘مشاجرة بالأيدي‘ بين 15 شابا مقاتلا… وبين خاشقجي البالغ من العمر 60 عاما وهو بمفرده وأعزل ». وأضاف « كلما فكرت في الأمر تشعر أن هناك من يهزأ بمخابراتنا ». وأمس الأحد قال أردوغان إنه سيعلن معلومات عن التحقيق التركي في كلمته الأسبوعية يوم الثلاثاء أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية. ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي ق تل عمدا داخل القنصلية على يد فريق من العناصر السعودية وتم تقطيع جثته. وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي (59 عاما) داخل القنصلية. وذكر تلفزيون (إن.تي.في) ووسائل إعلام محلية أخرى اليوم الاثنين أنه جرى العثور على سيارة تخص القنصلية السعودية في اسطنبول في حي سلطان غازي بالمدينة، مضيفة أن الشرطة ستفتش السيارة. وبالنسبة لحلفاء السعودية، لا سيما في الغرب، سيكون السؤال هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، ليس له أي دور في الواقعة. وأسند العاهل السعودي (82 عاما) للأمير محمد مهمة إدارة الأمور اليومية في المملكة. لكن في بعض النقاط المهمة بدا تفسير الجبير وزير الخارجية السعودي مختلفا عن التصريحات الرسمية السابقة. فقد قال إن السعوديين ليسوا على علم بكيفية قتل خاشقجي. وهذا يتناقض مع تصريح النائب العام في اليوم السابق بأن خاشقجي توفي بعد « مشاجرة بالأيدي » مع أشخاص التقى بهم داخل القنصلية. كما يتناقض مع تصريحات اثنين من المسؤولين السعوديين قالا لرويترز إنه مات خنقا. وقال الجبير إن السعوديين لا يعلمون أين جثة خاشقجي لكن واحدا من المسؤولين السعوديين اللذين تحدثا لرويترز قال إنها ل فت في سجادة ونقلت خارج القنصلية في عربة وسلمت إلى « متعهد محلي » للتخلص منها. وقبل المقابلة مع الجبير عرض مسؤول سعودي بارز رواية تتعارض مع تفسيرات سابقة وتشمل تفاصيل عن كيف أرسلت السعودية 15 مواطنا لمواجهة خاشقجي وهددوه بتخديره وخطفه وقتلوه خنقا عندما قاوم. وارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو أنه خرج من القنصلية. وهذه الرواية تدعمها فيما يبدو لقطات بثتها شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية تظهر رجلا يرتدي مثل خاشقجي يسير خارج القنصلية. وقالت القناة إن اللقطات صورها مسؤولو إنفاذ القانون. وصب أعضاء بارزون في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين جام غضبهم على ولي العهد السعودي إذ عبروا عن اعتقادهم بأنه أمر بقتل خاشقجي. وقال السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية « هل أعتقد أنه فعلها؟ نعم أعتقد أنه فعل ذلك ». وركز جمهوريون وديمقراطيون على دور الأمير محمد الذي أقام الرئيس الأمريكي دونالد وصهره ومستشاره جاريد كوشنر علاقات وثيقة معه. ومنذ بداية الأزمة تراوحت تصريحات ترامب بين ما بدا أنه تهوين من شأن دور الرياض في الواقعة إلى التحذير من فرض عقوبات اقتصادية محتملة. وأكد مرارا على أهمية المملكة كحليف.