وجه « ناصر الزفزافي »، القائد الميداني ل »حراك الريف » والمحكوم عليه ب ال 20 عاما سجنا، من خلال رسالة نشرها شقيقه لطفي على حسابه بالفيس بوك، رسالة لما أسماه « الأحرار والحرائر »، وذلك تزامنا مع مرور سنة على وفاة السماك محسن فكري. وكتب الزفزافي، المتواجد بسجن عكاشة بعين السبع بالدار البيضاء: »حاولت جاهدا أن أكون في منأى عن الصراعات الثنائية التي طفحت على السطح بعد اختطافنا، ولكن حين تصبح وتصير هذه الصراعات والخلافات سببا في تشتيت الصفوف وإيذاء الحراك، بحيث تجر ورائها مناضلين كنا ولا زلنا نعقد عليهم الأمل للإسهام إلى جانب غخوتهم المختطفين في إنقاذ وتحرير المنطقة من الحصار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فإنني أجد نفسي ملزما كواحد من أبناء الريف لأقول كلمتي وأبدي وجهة نظري لعلها تجد آذانا صاغية وتلم الشمل خصوصا في هذه المرحلة بالذات، التي يعاني فيها الريف والوطن من المآسي والمصائب، إذا لم نكن نحن من يخاف على ريفنا ووطننا فمن سيخاف عليه ؟ « . وأضاف الزفزافي المتابع بتهم جنائية خطيرة منها » المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية » : »آه.. لو تعلمون كم يحزنني ويتقطع قلبي ألما وحزنا حين أرى خيرة المناضلين يتقاذفون فيما بينهم بالسِّباب والتخوين دون حجة ولا دليل، أو عندما أسمع بأن المرأة الريفية التي أبهرت العالم بصمودها وشجاعتها، والتي كانت دائما وأبدا سندا لأخيها وزوجها في ساحات النضال..تتعرض اليوم للتشهير والتخوين وتُطعن في شرفها من طرف إخوانها دون أن يتحرك أحد لإيقاف هذه الجريمة الشنعاء أو لنصرتها، وإذا كنا نحن عاجزين على حماية أنساءنا المناضلات مما يتعرضن له فالأجدر بنا ان لا نتباهى بتاريخنا ما دمنا لا نلتزم به وخصوصا في شق دفاع الأجداد عن عرض وشرف نساءنا، تلك المرأة التي عرفت بشجاعتها حينما كانت توقف وتنهي الصراعات القبلية أو العائلية بمجرد أن تلوح بوشاحها وسط المتعاركين والمتناحرين، فينتهي الجميع من الشجار احتراما وتقديرا ووقارا لها، إذن لنجعل نسائنا خط أحمر أو لنحاكم أنفسنا قبل أن يحاكمنا التاريخ فمن أساء إليهن فقد أساء للريف و التاريخ ، و أنا لست منه و هو ليس مني « . الزفزافي المتأهل لنهائيات نيل جائزة « ساخاروف » لسنة 2018، دعا في رسالته الى جعل ذكرى الراحل محسن فكري محطة لتجديد القسم والعهد وإنهاء كافة الخلافات والصراعات بين مناضلي الحراك، وفق تعبيره، وقال: « لهذا أناشدكم فضلا وليس أمرا باسم الريف وباسم كل ما هو عزيز على قلوبكم وغالٍ على نفوسكم أن تجعلوا من ذكرى الشهيد البطل محسن فكري يوم 28 أكتوبر محطة لتجديد القسم والعهد و إنهاء كافة الخلافات والصراعات التي من شأنها أن تشتت الشمل وتفرق الجمع وتقتل آمال كل الأحرار والحرائر، أولسنا نحن من عرفنا بروح التضامن والعمل الجماعي؟ فلنكن إخوة إذن لعلنا نحقق ما نصبو إليه، ودعوا كل ما من شأنه أن يقتل نضالاتنا ويمحو تاريخنا ».