رسالة الصنديد ناصر الزفزافي الى جميع الأحرار و الحرائر حاولت جاهدا أن أكون في منأى عن الصراعات الثنائية التي طفحت على السطح بعد اختطافنا ، و لكن حين تصبح و تصير هذه الصراعات و الخلافات سببا في تشتيت الصفوف و إيذاء الحراك بحيث تجر ورائها مناضلين كنا ولا زلنا نعقد عليهم الأمل للإسهام الى جانب اخوتهم المختطفين في إنقاذ و تحرير المنطقة من الحصار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ، فإنني أجد نفسي ملزما كواحد من أبناء الريف لأقول كلمتي و أبدي وجهة نظري لعلها تجد آذانا صاغية و تلم الشمل و خصوصا في هذه المرحلة بالذات التي يعاني فيها الريف و الوطن من المآسي و المصائب ، إذا لم نكن نحن من يخاف على ريفنا و وطننا فمن سيخاف عليه ؟ آه لو تعلمون كم يحزنني ويتقطع قلبي ألما و حزنا حين أرى خيرة المناضلين يتقاذفون فيما بينهم بالسِّباب و التخوين دون حجة و لا دليل ، أو عندما اسمع بأن المرأة الريفية التي أبهرت العالم بصمودها و شجاعتها ، و التي كانت دائما و أبدا سندا لأخيها و زوجها في ساحات النضال تقاوم همجية المخزن و سياساته العفنة ، تتعرض اليوم للتشهير و التخوين و تُطعن في شرفها من طرف إخوانها دون ان يتحرك احد لايقاف هذه الجريمة الشنعاء أو لنصرتها ، و إذا كنا نحن عاجزين على حماية اعراض نساءنا المناضلات مما يتعرضن له فالاجدر بنا ان لا نتباهى بتاريخنا ما دمنا لا نلتزم به و خصوصا في شق دفاع الأجداد عن عرض وشرف نساءنا ، تلك المرأة التي عرفت بشجاعتها حينما كانت توقف و تنهي الصراعات القبلية او العائلية بمجرد ان تلوح بوشاحها وسط المتعاركين و المتناحرين ، فينتهي الجميع من الشجار احتراما و تقديرا و وقارا لها ، إذن لنجعل نسائنا خط أحمر او لنحاكم أنفسنا قبل أن يحاكمنا التاريخ فمن أساء إليهن فقد أساء للريف و التاريخ ، و أنا لست منه و هو ليس مني. لهذا أناشدكم فضلا و ليس أمرا باسم الريف و باسم كل ما هو عزيز على قلوبكم و غالٍ على نفوسكم أن تجعلوا من ذكرى الشهيد البطل محسن فكري يوم 28 أكتوبر محطة لتجديد القسم و العهد و إنهاء كافة الخلافات و الصراعات التي من شأنها أن تشتت الشمل و تفرق الجمع و تقتل آمال كل الاحرار و الحرائر ، أولسنا نحن من عرفنا بروح التضامن و العمل الجماعي ؟ فلنكن إخوة إذن لعلنا نحقق ما نصبو إليه ، و دعو كل ما من شأنه أن يقتل نضالاتنا و يمحو تاريخنا ، و اسمحوا لي لأغتنم هذه الفرصة لأنحني إجلالا و إكبارا لجنود الخفاء المناضلين و لكل الاحرار و الحرائر الذين لا يكلون و لا يملون ، و لإخوانهم المستضعفين ناصرون. أحبكم بقدر حبي للريف و الوطن.. عاش الريف و لا عاش من خانه