لا يمكن أن تتحرر فئة مقهورة من الشعب دون أن تنظم أفرادها فى حزب سياسى واع قادر على تغيير الدستور والقوانين لصالحها، التنظيم السياسى + الوعى الناتج عن التعليم الجديد. تم ضرب الحركات الشعبية فى العالم مع تصاعد اليمين الرأسمالى الدينى، ومنها الحركات النسائية. أنجيلا ميركل، أبرز امرأة ألمانية، محكومة فى حياتها العامة والخاصة بالفكر الطبقى الأبوى المسيحى، هيلارى كلينتون، أبرز امرأة أمريكية أداة فى يد حكومتها الاستعمارية العسكرية، تلعب دوراً فى قهر نفسها وغيرها، وتعيش مع زوج كاذب خائن، من أجل السلطة والثروة. الحركات الشعبية فى مصر ضربت أيضا، ومنها الحركة النسائية المصرية التى تحولت إلى فرق أهلية ممزقة، أو إدارة حكومية تابعة للنظام. التهديد لحقوق النساء المصريات يتصاعد مع تصاعد الأحزاب الدينية السياسية، لم يرتفع وعى المرأة بضرورة توحيد صفوفها داخل حزب ينتزع حقوقها بالقوة السياسية! الحق دون قوة يضيع، لم تدرك المرأة المصرية معنى القوة! تفضل المرأة الضعف تحت اسم الأنوثة.. الجمعيات الخيرية أو الأهلية. ليس لها قوة سياسية لتغيير أى قانون. فشلت النساء المصريات على مدى القرون لتغيير قانون تعدد الزوجات مثلا، حاولن، مرة أو أكثر، تكوين حزب سياسى، لكن القانون يمنع تكوين حزب على أساس النوع أو الجنس. القانون يمنع أيضا تكوين حزب على أساس الدين، مع ذلك كم من أحزاب دينية تكونت فى الساحة السياسية، وأصبحت قادرة على تغيير القوانين والدستور؟ وعى المرأة والرجل فى تدهور مستمر، مع استمرار تدهور التعليم. فى برنامجى الانتخابى «ضد حسنى مبارك عام 2005» تناول البند الأول تغيير فلسفة «التعليم» لتقوم على الجدل، وتكوين العقل النقدى الحر، القادر على مناقشة المحرمات السياسية والدينية «منها قوة النساء السياسية»، والربط بين تحرير نصف المجتمع «النساء» والمجتمع كله، وإلغاء الفواصل بين مجالات المعرفة. لا يمكن فهم أسباب أى مرض أو مشكلة ما، دون دراسة أصلها وتاريخ نشوئها فى الماضى، وأسباب استمرارها فى الحاضر، مثلا مشكلة ختان الأطفال أو تعدد الزوجات أو الازدواجية القانونية، لماذا نشأت فى التاريخ ولماذا تستمر؟! إن هذا الربط هو الذى يكشف عن الأسباب الحقيقية للمشاكل والقضايا وبالتالى علاجها جذريا، نشأت أقسام جديدة فى بعض الجامعات المتقدمة، تقوم على الربط بين العلوم الطبيعية، كالطب والبيولوجيا وعلم الكون والفيزياء، والعلوم الإنسانية، كالفلسفة والتاريخ والدين والأدب والفن، تلعب دورا مهماً فى رفع الوعى والإبداع. لا يمكن القضاء على مشاكل المرأة دون دراسة التاريخ القديم. امرأة فى مصر القديمة اكتشفت الكتابة، وامرأة فى العراق القديم اسمها «نيدابا» اكتشفت الحروف، صاحبة المعرفة الأولى فى التاريخ «حواء» مدت يدها الى شجرة المعرفة قبل الآخرين، لماذا تحولت المعرفة إلى إثم وخطيئة؟ سؤال يجب أن يطرح فى المدارس لفتح عقول التلاميذ والتلميذات على العلم والمعرفة الجديدة. قضية المرأة المصرية مطروحة اليوم مع تصاعد الأحزاب الدينية، يدعمها الاستعمار الخارجى والحكومات المصرية المتتالية، هدفهم تفتيت وتجهيل الشعب وتصارعه طائفياً، من أجل استغلاله ونهبه. حرمان المرأة المصرية من التنظيم السياسى يحول دون توحيدها، الاتحاد قوة لأى فئة فما بال نصف المجتمع؟! فهل يرتفع وعى الحركة النسائية وتسعى إلى تكوين حزبها السياسى؟! نرجو ذلك، بل لابد.