في مثل هذا اليوم من سنة 1975، توجه المغرب إلى الأممالمتحدة مباشرة للمطالبة باسترجاع عدد من ال مدن والجزر المستعمرة من قبل إسبانيا، على رأسها سبتة ومليلية. ووضع المغرب في ذلك لوقت مذكرة تفصيلية للمطالبة باسترجاع سبتة ومليلية والجزر الجعفرية التي كانت مساحتها تبلغ 32 كيلو متر مربع. وقرر الملك الراحل الحسن الثاني اتخاذ هذه الخطوة قبل بضعة شهور من قرار آخر ليس إلا المسيرة الخضراء، حيث شدد الملك في الرسالة التي وضعت لدى الأممالمتحدة أن المغرب يصر على استرجاع هذه المناطق المستعمرة لاستكمال وحدته الترابية التي بدأ معركتها منذ استقلال البلاد سنة 1956. وجاء الطلب هذا متزامنا مع المسيرة الخضراء، والتي انطلقت في السادس من نونبر 1975، في الوقت الذي وضع الطلب الرسمي لاسترجاع المناطق المستعمرة في شمال البلاد في السابع والعشرين من يناير من نفس السنة. وظلت مديتني سبتة ومليلية موضوع نقاش بين المغرب وإسبانيا منذ عهد الراحل الحسن الثاني، بنفس المقاربة التي تطالب بها إسبانيا بجبل طارق من بريطانيا، حيث قال الملك الراحل في ندوة صحافية :«وأنا أفترض أنه في يوم ما في المستقبل، سيتعين على بريطانيا، من ناحية المنطق أن تعيد جبل طارق إلى إسبانيا، وسيتعين على إسبانيا أن تعيد لنا سبتة ومليلة. لكن ليس هناك مفاوضات ولا ضغوط. والسياسة المغربية ليست قائمة على الضغوط، بل هي قائمة على الحوار والصداقة».