قليلون من يعرفون أن المغرب طالب باستعادة سبتة ومليلية قبل تنظيم المسيرة الخضراء واستعادة أقاليم الصحراء المغربية إلى الوطن. وكان المغرب قد راسل الأممالمتحدة في السابع والعشرين من شهر يناير 1975، وبالضبط لجنة تصفية الاستعمار بمنظمة الأممالمتحدة، يطالبها باستعادة مدينتي سبتة ومليلية، وهذا يعني أن المطالبة بعودة المدينتين السليبتين إلى وطنهما، كان قبل حوالي ستة أشهر من تنظيم المسيرة الخضراء في السادس من شهر نونبر، والتي شارك فيها حوالي 350 ألف مغربي ومغربية يمشاركة ممثلي دول أجنبية إلى أقاليم الصحراء، في ذلك الحدث الذي تابعه الملايين في العالم. وكان الملك الراحل هو الآخر قد بارد بطريقته إلى طلب استعادة سبتة ومليلية من إسبانيا، حينما قال في مؤتمر صحافي يوم 25 نونبر 1975، أي بعد تنظيم المسيرة الخضراء:«أفترض أنه في يوم ما في المستقبل، سيتعين على بريطانيا، من ناحية المنطق أن تعيد جبل طارق إلى إسبانيا، وسيتعين على إسبانيا أن تعيد لنا سبتة ومليلة. لكن ليس هناك مفاوضات ولا ضغوط. والسياسة المغربية ليست قائمة على الضغوط، بل هي قائمة على الحوار والصداقة».