أفردت عدد من الصحف الفرنسية، التي زار مؤخرا صحافيوها مقر الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، تقارير مطولة للحديث عن التجربة المغربية في محاربة التطرف العنيف، والدور الكبير الذي تضطلع به الرابطة في هذا الصدد. صحيفة « لا كروا أنتيرناسيونال » الفرنسية أشادت بالعمل الذي تقوم به الرابطة المحمدية للعلماء عبر مراكزها العلمية البحثية، ووحداتها المتخصصة لمكافحة التطرف العنيف والارهاب. وكتبت الصحيفة الفرنسية في مقال حمل توقيع الصحفية « آن-بينيديكت هوفنر »، التي زارت مؤخرا مقر الرابطة رفقة وفد من الصحفيين الفرنسيين، أن مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء بقيادة أمينها العام أحمد عبادي، تضطلع بدور كبير في مجال تفكيك خطاب التطرف العنيف من خلال « وحدة التثقيف بالنظير ومكافحة السلوكيات الخطرة »، التي تشغل على محاربة التطرف عبر الشبكات الاجتماعية، الى جانب انكبابها على المواضيع المتصلة بالتربية الجنسية، والادمان، ومختلف القضايا التي تؤرق الشباب ». وأشارت ذات الصحيفة الى أن الرابطة المحمدية للعلماء نهجت مقاربة ناجعة وغير مسبوقة في تفكيك خطاب التطرف العنيف من خلال الاعتماد على المنصات الرقمية )منصة الرائد(، والمواقع المتخصصة كموقع « الشباب.ما »، الى جانب الاشتغال أيضا على ألعاب الفيديو، والقصص المصورة الموجهة للأطفال من أجل بناء كفاياتهم و تقوية قدراتهم »، مضيفة أن المؤسسة انخرطت أيضا في برنامج « مصالحة » من أجل إعادة ادماج المدانين في قضايا الإرهاب والتطرف داخل المجتمع. الصحيفة الفرنسية قالت ان « مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان »، يضطلع أيضا بدور هام في محاربة التطرف والإرهاب، من خلال التركيز على البعد المتصل بالعلاقات بين الأديان وترسيخ التعايش وقبول الآخر، ودعم و تعبئة المؤسسات المغربية والمواطنين من خلال الاستجابة العاجلة للبحوث والخبرات، والمقترحات ذات الصلة بهذا الموضوع. من جانبها، كتبت صحيفة « religionnews التابعة لكلية الصحافة بجامعة ميسوري الأمريكية، نقلا عن صحيفة فرنسية، أن المغرب تبنى استراتيجية رقمية لمكافحة وتفكيك خطاب التطرف المنتشر على المستوى الرقمي من خلال انخراط الرابطة المحمدية للعلماء في هذا الورش. وأضافت ذات الصحيفة في مقال تحت عنوان « المغرب يتبنى البعد الرقمي لمكافحة التطرف على الانترنت »، أن المنصة الرقمية « شباب.ما » التي أطلقتها الرابطة المحمدية للعلماء تمكن الشباب المغربي من مناقشة المشاكل التي تواجههم في مختلف مناحي حياتهم، بداء من الإدمان على المخدرات، والانتحار، وصولا الى التحرش الرقمي والتطرف العنيف »، مشيرة الى أن » المشرفين على هذه المنصة يستضيفون خبراء في علم النفس والاجتماع لمناقشة القضايا التي تؤرق الشباب واقتراح حلول لها ». و أشارت الصحيفة الأمريكية الى أن » انخراط المملكة في ورش محاربة التطرف العنيف عبر مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء، نابع من رغبتها في احياء الإسلام السني المستوحى من الصوفية لقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية « داعش »، والتيارات السلفية المتشددة، وهو ما يشكل تحديا خاصا في العصر الرقمي، تردف الصحيفة ذاتها. و قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في حديث للصحيفة مقارنا بين الماضي و مستجدات العصر الحالي، وما يفرضه من ضرورة التعامل مع المستجدات الرقمية والالمام بها « : جيلي لم يكن على دراسة بسناب شات، فايسبوك، واتساب أو تويتر كما يحدث الآن، عايشنا نحن عصر الراديو، والتلفاز، والمساجد »، مبرزا أن العصر الحالي ومستجداته يفرض ضرورة الالمام بهذه المهارات من أجل استخدامها الاستخدام الأمثل ». وقالت صحيفة « religionnews » ان الرابطة المحمدية للعلماء انكبت على تحليل وتفكيك خطاب التيارات المتطرفة، من خلال تحليل الفئات التي يستهدفها هذا الخطاب، بغية تقديم خطابات بديلة من أجل تعزيز الإسلام المعتدل والمتسامح »، مبرزة أن « المملكة أطلقت أيضا قناة محمد السادس للقرآن الكريم، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي بات قبلة لعدد من الطلبة الأفارقة في السنوات الأخيرة ». وتطرقت الصحيفة أيضا لبرنامج « مصالحة » الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج، والذي يروم إعادة ادماج المدانين في قضايا التطرف والإرهاب في المجتمع، ومصالحتهم مع النص الديني والمجتمع ».