قال مسؤولان كبيران في الحكومة اللبنانية يوم الخميس إن لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري وسط أزمة متفاقمة أعادت لبنان إلى صدارة صراع على النفوذ بين السعودية وإيران. وحسب وكالة رويترز قال مصدر ثالث، وهو سياسي بارز مقرب من الحريري المتحالف مع السعودية، إن المملكة أمرته بالاستقالة ووضعته قيد الإقامة الجبرية. وقال مصدر رابع على علم بالوضع إن السعودية تفرض قيودا على تحركاته. وقال تيار المستقبل وهو الحزب السياسي الذي يرأسه الحريري يوم الخميس إن على الحريري أن يعود إلى بيروت للحفاظ على نظام الحكومة في لبنان. وقال تيار المستقبل إن عودة الحريري ضرورية « لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية ». وأدخلت استقالة الحريري المفاجئة، التي أعلنها في كلمة بثها التلفزيون من السعودية، لبنان في أزمة سياسية عميقة ودفعته مرة أخرى إلى صدارة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران. وفي خطاب استقالته، هاجم الحريري إيران وحزب الله واتهمهما بإثارة الفتنة في العالم العربي، وقال إنه يخشى اغتياله. وكان والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري قد اغتيل في تفجير استهدف موكبه عام 2005. وأثارت استقالة الحريري، التي جاءت مفاجئة حتى لمساعديه، تكهنات بأن السعودية أجبرته على ترك منصبه في إطار ردها على إيران وحزب الله اللبناني المتحالف معها، ونفت السعودية ما تردد عن وضعه قيد الإقامة الجبرية، لكنه لم يدل بنفسه بأية تصريحات تنفي تقييد حركته، كما قام بزيارة لمدة يوم واحد للإمارات هذا الأسبوع قبل أن يعود إلى السعودية. وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه لأن الحكومة لم تعلن موقفها بعد « الإبقاء على الحريري مقيد الحرية في الرياض يشكل اعتداء على السيادة اللبنانية. كرامتنا من كرامته. وسوف نعمل مع الدول على إعادته إلى بيروت صونا لهذه الكرامة »، وتقول السعودية إن الحريري استقال لأن حزب الله المشارك في الحكومة الائتلافية « خطف » النظام السياسي بلبنان. وقال مكتب الحريري في بيان إنه استقبل سفير فرنسا لدى السعودية يوم الخميس واجتمع كذلك مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى السعودية يوم الأربعاء والتقى السفير البريطاني والقائم بالأعمال الأمريكي يوم الثلاثاء. وتولى الحريري السلطة العام الماضي في إطار اتفاق سياسي تولى بموجبه ميشال عون المتحالف مع حزب الله الرئاسة وتشكلت حكومة ائتلافية ضمت أغلب الأحزاب اللبنانية بما فيها حزب الله. وحظيت الحكومة بمباركة السعودية في ذلك الوقت، لكنها انتقدت بشدة الحكومة بقيادة الحريري منذ إعلانه استقالته قائلة إنها فشلت في اتخاذ موقف ضد حزب الله الذي تفوق قوة جيشه غير النظامي قوة الدولة، وقال المصدر الرابع إن السعودية كانت تريد من الحريري أن يتخذ موقفا أكثر تشددا من حزب الله لكنه لم يفعل، وأضاف « كان يتعامل بشكل طبيعي لذلك كان على السعوديين تسريع العملية وإجباره على الاستقالة ».