قال أحمد الرسوني، رئيس حركة التوحيد والإصلاح سابقا، الدراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، إن « الغرور بدأ يتسلل إلى داخل حزب العدالة والتنمية، وبدأ الدفع بالتي هي أخشن يحل محل الدفع بالتي هي أحسن »، وأن تجليات ذلك ظهرت في البرلمان وقال » وقد كان مُدرَّج البرلمان شاهدا على هذا وعلى أكثر منه، من الرداءة والفظاظة في الخطاب والسجال. كما أصبحت التجمعات الانتخابية، وحتى اللقاءات الحزبية الداخلية، ميدانا للمبارزة والطعان والسخرية والفرجة والضحك ». ويرجع هذ ذلك، حسب الريسوني » إلى أواخر سنة 2011 فما بعدها، حيث بدأ حزب العدالة والتنمية يحصد ويجني ما زرعه هو، وما زرعه غيره، وما نبت من غير أن يزرعه أحد، بعد ذلك بدأت تفشو في الحزب لغة الانتصارات ونفسية الأقوياء المنتصرين »، في مقالة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »، الرئيس السابق للدراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية اعتبر غياب بها ترك فراغا في الحزب، وقال » ولقد كان لغياب الأستاذ عبد الله بها – بعد وفاته أواخر 2014- أثر واضح في نمو هذا الاتجاه؛ إذ كان – رحمه الله – هو محتسب الحزب في اعتداله وتوازنه وأخلاقيته. وقد ترك غيابه ثغرة لم تُسد حتى الآن ». الريسوني واصل انتقاده لإخوانه « ولما تم التغاضي والسكوت (في الأمانة العامة وغيرها) على ظاهرة الرداءة الأخلاقية والتعبيرات العدائية، في معاملة الخصوم ومواجهتهم، لِما يجلبه ذلك من إعجاب وشعبية، تطور هذا المسلك وبدأ يشيع ويترسخ داخل الحزب وبين أعضائه الكبار والصغار. فلم يعد أسلوبا قاصرا على مواجهة المناوئين فحسب، بل أصبح يستعمل للداخل والخارج معا ». وختم الريسوني مقالته بالقول « ثم بلغ هذا المنحى ذروته – أو حضيضه – حين بدأت سهام الاتهام والتشويه والشيطنة توجَّه إلى صدور الرواد المؤسسين، الذين حملوا أعباء العمل الإسلامي والنضال السياسي، منذ أن كانوا تلاميذ في الإعداديات والثانويات، وهو ما جعل أصحاب هذه السهام مطبقين فعليا للمثل للمغربي: « اللي حرث الجمل دكُّو ».