أوضح عبدالباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل ل"فبراير.كوم" أن ما قاله الناشط الحقوقي والأمازيغي أحمد عصيد الذي ربط بين العنف الذي يسِم سلوك المغاربة خلال شهر رمضان، وبيْن اعتبار فريضة الصيام "ظاهرة اجتماعية قهرية" أكثر منها عقيدة، (أوضح) الزمزمي أن ذلك مجرد "خزعبلات"، وعصيد يتحدى المجتمع وينتقد عقيدته وأعرافه، ويندرج ضمن أعداء الإسلام وخصومه.
وأضاف الزمزمي أن المسلم يصوم رمضان تعبدا وتدينا لله تعالى، مبتغيا من ذلك الأجر والثواب، بل الأكثر من ذلك تجد الرجل مريضا ومع ذلك يصوم، مشيرا في الآن ذاته أن المساجد تعمر في هذا الشهر، والناس يصلون أمام أبواب المساجد وفي الطرقات، مما يدل على أن الصيام عقيدة ودين.
وبخصوص ما ذهب إليه عصيد، خلال ندوة نظمتها الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، حول حرية المعتقد والضمير، أن المغاربة لا يتسامحون مع حرية المعتقد، واستدلّ المتحدّث ببعض الاعتداءات التي تطالُ بعض المفطرين خلال شهر رمضان، من طرف المواطنين، ومنها الاعتداء قبل أيام على مواطن في مدينة سلا، بعد ضبْطه يدخّن في نهار رمضان، أوضح الزمزمي ان ذلك يعد انتهاكا لحرمات ومشاعر الأفراد، لأن الذي يفطر في الشارع كأنه يستخف بالمجتمع ويستهين بطقوسه.
وأشار الزمزمي، أن الفرد إد أراد أن يفطر في رمضان، لا ينبغي أن يستفز مشاعر المسلمين، ويتعين عليه أن يفعل ذلك في خلوته، أما أمام الملأ فذلك يعد تحديا سخيفا.
أما فيما يتعلق بفتوى حكم قتل المرتد، الذي يرى عصيد عصيد أن عُلماء المجلس العلمي الأعلى، لا يسايرون ويستحضرون التطور الذي يشهده المجتمع المغربي، حينَ إصدارهم للفتاوى، أفاد الزمزمي، في السياق نفسه أن قتل المرتد في الإسلام، حسب ما يراه علماء الإسلام، ليس حتميا، فقد يقتل أو يستتاب، أو تنتظر عدالته، مبرزا أن الأمر فيه خلاف، ولا يمكن الحسم في مسألة لم يحسم فيها العلماء من قبل، ومشيرا في الآن ذاته، أنه في كل في كل الأحوال، وواقعيا المرتد لا يتابع ولا يُلاحق.