رغم اشادته بالجهود التي يبذلها المغرب لمحاربة التطرف والإرهاب، حذر تقرير حديث أصدره مركز مكافحة الإرهاب، ومقره واشنطن، من احتمال توغل تنظيم الدولة الإسلامية « داعش » داخل المملكة. وتساءل « مركز مكافحة الإرهاب المعروف ب » « Combating Terrorism Center (CTC)، وهو مركز تفكير أمريكي مستقل مقره في أكاديمية « ويست بوينت » العسكرية الأمريكية المرموقة، حول مستقبل الخلافة بعد هزيمة « داعش »؟ هل ستظل موجودة في أشكال أخرى، بما في ذلك على المستوى الافتراضي الرقمي؟ هل سيختفي التهديد الارهابي، أو على العكس من ذلك، سيستمر ويتخذ أشكالا جديدة؟ وأشار التقرير الأمريكي الى أنه بالرغم من أن المغرب لم يتعرض لأي هجوم من قبل « داعش »، فقد تم إحباط أزيد من 33 هجوما إرهابيا منذ يونيو 2014، كما أن 60 في المائة من هذه الهجمات نفذت برعاية قادة « داعش » ووكلاء ميدانيين، ومقرهم في سوريا والعراق، وأحيانا حتى في المغرب. وكشف ذات التقرير أن الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها في المغرب كانت متمركزة على الخصوص في مدن الدارالبيضاء، فاس، بني ملال، طنجة، تطوان، أكادير والمنطقة الشرقية، مشيرا الى أن » من بين أسباب انتشار الخلايا الإرهابية، هو عودة المقاتلين المغاربة من الأراضي السورية والعراقية، والعلاقات المتوترة التي يشهدها المغرب مع جيرانه المغاربيين في مجال محاربة الإرهاب، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيش فيها بعض الفئات الاجتماعية بالمغرب ». ودعا تقرير « مركز مكافحة الإرهاب » الأمريكي، المملكة الى تقوية وتعزيز سياساتها في مجال التصدي للخطر الإرهابي »، محذرا من أن بقاء المغرب بمنأى عن التفجيرات الإرهابية التي نفذها « داعش » بإمكانه أن يعزز من مصالح التنظيم في بلد ينظر إليه عادة على أنه منطقة آمنة ». وخلص التقرير ذاته الى أن أي هجوم إرهابي لتنظيم « داعش » في المغرب سيكون له دلالة رمزية مع عواقب وخيمة على المنطقة المغاربية برمتها »، مضيفا » إذا نجح داعش في شن هجوم ضد الحكومة المغربية، فإن الأمن في المنطقة قد يصبح غير مستقر للغاية، خاصة على ضوء الجهود التي تبذلها بلدان المنطقة لإقامة تعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وقرب وسهولة التنقل بين المغرب وأوروبا »، مشيرا الى أن « محاولات الهجوم على المغرب حتى في حالة احباطه يمثل تحذيرا خطيرا للمجتمع الدولي: فالتهديد الذي يواجه المغرب حقيقي »، يخلص تقرير مركز التفكير الأمريكي.