ظهرت في السنوات الأخيرة سلوكات جنسية ترتبط بظاهرة ما أصبح يعرف في الشارع ب « الميمات »، وهن كما يعرفهن الشباب المغاربة، نساء تجاوزن سن الأربعين بكامل مشمشهن، كما قال الشاعر محمد درويش. بالمقابل يتجه الشباب إلى هذا النوع من العلاقات لعدة اعتبارات أولها الرغبة في الحصول على المقابل المادي بطريقة سهلة، وثانيا لأن مثل هذه العلاقات لا تثير كثيرا المشاكل، وغيرها من الاعتبارات يحكي أحد الشباب عن علاقته بهذه الفئة من النساء وكيف نسج علاقة بعيدة عن أعين المجتمع لأن هذا الاخير يرفض أن يرتبط رجل بامرأة تكبره سنا كزوجين فكيف سيقبلها خارج إطار الشرعية، يقول عن سبب اختياره هذا النوع من العلاقات » إنها علاقة لا تسبب مشاكل كثيرة كما يمكن أن تلبي بعض الحاجيات الأساسية من مال وملابس وغيرها »، مضيفا » المجتمع لا يقبل بهذا النوع من العلاقات لذلك يخفي الأمر حتى عن أصدقائه ومقربيه ». ويرجع محسن بنزاكور، الباحث في علم الاجتماع، هذه العلاقات الى عدة عوامل منها « ارتفاع البطالة كعامل اول وتغير نظرة الرجل والمرأة للعلاقة الجنسية ، بمعنى هناك طريقة أخرى لممارسة الجنس غير المؤدى عنه ، مضيفا أن تحسن وضعية المرأة المادية أهلها لربط علاقة حسب رغبتها، لان سابقا كانت المرأة تختار ( بضم الميم) واليوم تختار الشريك بغض النظر عن هل هو قانوني وشرعي . وتابع بنزاكور في تصريح خص به « فبراير » هناك سبب نفسي أيضا »، متسائلا « من هن الميمات؟ » ليجيب » نساء تجاوزن 40 سنة ، لهن إمكانيات مادية ،لهن حياة جنسية مستقرة ورغبات، لا يرغبن ان يكن تحت سلطة الآخر أو تحت الابتزاز » الباحث في علم الاجتماع تساءل أيضا عن صفات الشريك بالقول « من هو الشاب الذي يدخل في هذه العلاقات؟ » ويجيب عن هذا السؤال بسرد مجموعة من مواصفات الشباب الذين اختاورا مثل هذه المغامرات ومضي يقول » هو شاب اجتماعيا متذبذب وغير قادر على أن تكون له إمكانية الاختيار وليس له امكانيات المادية » وتابع « وأحيانا يكون إنسان طموحه محدود وليست له رغبة في الزواج ويبحث عن الطريق السهل في الوصول إلى المال » وسجل المتحدث نفسه أن هذا النوع من العلاقات يمكن أن نسميه نوع من البغاء الذكوري أي أن الشاب يبيع الحياة الجنسية وفحولته الذكرية مقابل المال ومقابل السيارة او شي من هذا القبيل » الباحث في قضايا المجتمع واصل تساؤلاته لكن هذه المرة عن المجتمع قائلا » لماذا قبل المجتمع المغربي هذه الظاهرة ؟مسجلا ان المجتمع « ساكت عن الأمر ولم يبد أي احتجاج ولم يرفضهم اجتماعيا، لأنه داخل العمارات هناك « ميمات » ولم يتم التبليغ » بدعوى « غير يديرها وهو مستور » و »غيريديرها بعيد عليا » وأشار بنزاكور إلى أن المجتمع المغربي يعيش تناقضات في الثقافة الجنسية إلى درجة النفاق لأنه يرفض البغاء من طرف المرأة وتقصى اجتماعيا ويقبله من طرف الذكر لان المجمع ذكوري . » بنزاكور تحدث عن حالات من « الميمات متزوجات » يعني من خارج « ضحايا المجتمع »، ليست أرملة أو عانس أو مطلقة وهي فئة، بحسب نفس المتحدث تبحث عن شخص لا يمكن أن يكون سببا في المشاكل وتشتري صمته ويمكن أن نسميها « الظاهرة الجديدة » في المغرب يضيف بنزاكور