بدأ كل شيء حينما دهس سائق عمدا الخميس حشدا في الشارع الذي يرتاده اكبر عدد من السياح في شمال شرق اسبانيا ما أدى الى مقتل 13 شخصا وجرح حوالى مئة آخرين، في عملية تبناها تنظيم الدولة الاسلامية. وبعد ساعات قليلة بعيد منتصف ليل الجمعة، نفذت شرطة كاتالونيا عملية أمنية أحبطت خلالها اعتداء مماثلا في كامبريلس على بعد 120 كلم بجنوب غرب برشلونة، وقتلت خمسة ركاب في السيارة التي كانت تحاول تنفيذ الاعتداء. في هذا التقرير تعود وكالة الأنباء الفرنسية إلى جرد أبرز ما نعرفه عن اعتدائي برشلونة وكامبريلس. وعند الساعة 17,00 الخميس (15,00 ت غ)، قامت حافلة صغيرة بدهس حشد في لارامبلا، الشارع الذي يرتاده أكبر عدد من السياح الاسبان والأجانب في عاصمة كاتالونيا. وسادت حالة من الفوضى والهلع بين المارة فيما لاذ السائق بالفرار. وأعلن مسؤول الشؤون الداخلية في حكومة كاتالونيا جواكيم فورن ان الهجوم أسفر عن سقوط 13 قتيلا واكثر من مئة جريح. وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى أن بين المصابين في هجوم برشلونة 26 فرنسيا، 11 منهم في حالة حرجة. وصر ح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز ان بين القتلى بلجيكية. واوضحت ادارة الدفاع المدني الاسبانية ان الضحايا ينتمون الى 18 جنسية. وفي وقت لاحق بعد منتصف ليل الجمعة بدقائق (22,00 ت غ الخميس)، دهست سيارة اودي ايه-3 عدد ا من المشاة على شاطئ كامبريلس في منتجع سياحي، على بعد 120 كلم جنوب غرب برشلونة. وتواجه ركاب السيارة مع دورية لشرطة كاتالونيا الإقليمية ووقعت عملية إطلاق نار. وقتل فورا أربعة أشخاص يشتبه بأنهم « إرهابيون » كانوا في السيارة. أما الخامس فتوفي بعد دقائق متأثرا بجروحه. وأشار متحدث باسم شرطة كاتالونيا الى أن بعض الارهابيين الذين قتلوا في العملية الأمنية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. وأفادت الشرطة عن جرح ستة مدنيين في عملية الدهس الثانية، من بينهم اثنان جروحهما خطرة. وقالت ادارة الاسعاف ان أحد الجرحى في حالة حرجة، فيما أصيب شرطي بجروح طفيفة. وذكرت الشرطة على حسابها على تويتر ان هذا الهجوم مرتبط باعتداء برشلونة. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء الأول في بيان نشرته وكالة أعماق التابعة له. وأشار البيان إلى أن « منفذي هجوم برشلونة مقاتلون ينتمون الى تنظيم الدولة الإسلامية »، مضيفا أن منفذي « هجوم برشلونة هم من جنود الدولة الاسلامية ونفذوا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف » ضد الجهاديين في سوريا والعراق. ولم تتبن أي جهة الاعتداء على كامبريلس. لا يزال منفذ الهجوم الأول سائق الحافلة فارا صباح الجمعة. وقال شاهد عيان إنه رأى « شابا في العشرينات، وجهه ضعيف ». وأعلنت شرطة كاتالونيا الإقليمية إنها أوقفت مشبوهين، احدهما إسباني والثاني مغربي. وولد الاسباني في جيب مليلية الاسباني في المغرب، وأوقف على بعد مئتي كلم جنوببرشلونة في منزل انفجرت فيه عبوة ناسفة الليلة الماضية بينما كانت قيد الاعداد، ما أدى الى مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح. وقال متحدث باسم الشرطة ان المحققين يرون ان هذا الانفجار مرتبط باعتداء برشلونة، مضيفا « نعتقد أنهم (سكان المنزل) كانوا يحضرون عبوة ناسفة ». وأشار الى أن المشتبه به الثاني مغربي ي دعى إدريس اوكبير، وقد أوقف في ريبول على بعد نحو مئة كلم شمال برشلونة، لارتباطه بالحافلة المستخدمة في الاعتداء الأول. ولم يكن للمشتبه بهما الإثنين أي سوابق قضائية، فيما لم تعط الشرطة أي معلومة عن الركاب الخمسة الذين قتلوا على متن السيارة في كامبريلس. أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن طوقا أمنيا ضرب حول المنطقة المستهدفة في برشلونة بسرعة. وأغلقت محطات قطارات الانفاق وسكك الحديد لساعات، وطلبت السلطات من المواطنين الابتعاد عن منطقة الاعتداء والبقاء في منازلهم وتجن ب التنقل غير الضروري. واحتجزت الشرطة الناجين من الاعتداء في المحلات التجارية والمطاعم القريبة من لارامبلا، قبل أن تسمح لهم بالخروج في ساعة متأخرة من الليل. وقال رئيس الحكومة ماريانو راخوي في تغريدة على حسابه على تويتر إنه على تواصل مع السلطات المحلية، والأولوية هي لمساعدة الضحايا وتسهيل عمل قوات الأمن. ودان القصر الملكي الاسباني الاعتداء، وقال « لن يرهبونا. كل اسبانيا في برشلونة. لارامبلا سيعود من جديد الى الجميع ». شهدت اسبانيا أسوأ اعتداء ارتكبه متطرفون اسلاميين في اوروبا في 11 آذار/مارس 2004، عندما اسفرت تفجيرات قطارات في ضاحية مدريد عن سقوط 191 قتيلا. وتبنى متطرفون ينتمون الى شبكة تنظيم القاعدة الاعتداءات.