يشهد جنوب المملكة، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، إقبالا واسعا من طرف سكان الصحراء على منطقة شلا بإقليم أوسرد، وذلك من أجل التنقيب على الذهب المنتشر تحت الأرض بكميات كبيرة على طول المنطقة المذكورة وما جاورها. وتمكن « فبراير » من أخذ تصريحات حية من أشخاص ينحذرون من مدن مختلفة من الصحراء، أكدوا لنا أن الذهب متواجد بكثرة في باطن أرض إقليم أوسرد، يتم التوصل إليه عبر آلات تنقيب، حيث يعمل أهل الصحراء على اقتناؤها من موريتانيا، ثم ينتقلون في رحلات بحث عن هذا المعدن النفيس. وقال مصدر « فبراير »: « إن العديد من الأشخاص القاطنين بالعيون والداخلة ومختلف مدن الصحراء، حملوا أمتعتهم وآلات التنقيب الخاصة بهم، ثم حلوا بأوسرد بغية البحث عن الذهب، وبالفعل كان لهم ما أرادوا، حيث ظلوا يحصلون من حين لآخر على غرامات من الذهب الخام موزعة تحت باطن الأرض ». وأضاف ذات المصدر أن هذا المعدن يظهر بشكل كبير في فصول الخريف والشتاء والربيع، حيث تكون الأرض باردة، بينما تكون مهمة الحصول عليه في الصيف صعبة شيئا ما، كون الذهب ينزل إلى أعماق الأرض إذ لا يستطيع أحد الوصول إليه، إلا أن بديهية العارفين بشؤون الصحراء يخرجون في ليالي الصيف، حيث يكون الجو قريبة إلى البرودة، ثم يبدؤون عمليات التنقيب ويستمرون فيها إلى غاية طلوع الفجر. وفور العثور على قطع الذهب الخام، يتم الوجه مباشرة إلى شبه جزيرة الداخلة من أجل بيعها، إذ يتراوح ثمن المعدن هناك بين 350 و400 درهم، ولا يتم بيعه للتجار الصحراويين فقط، بل يباع أيضا لتجار آخرون قادمين من شمال المملكة للحصول على ذهب أولي لايزال في مرحلة « الخام ». ومن هنا يتضح السبب الرئيسي وراء اختيار اسبانيا، أثناء فترة الاستعمار، اسم « وادي الذهب » لإطلاقه على المنطقة، كون هذه الأخيرة تزدهر بكميات من الذهب، منذ سنوات الستينيات والسبعينيات، ولازال لم ينفذ منها رغم ترادف الأيام.