بعث محمد خيي، عضو فريق العدالة والتنمية بلجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، رسالة إلى الأمين العام للبيجيدي، عبد الإله بنكيران، أبدى من خلالها رغبته في أن يعود رئيس الحكومة السابق لاستئناف عمله كأمين عام للحزب، يتحمل مسؤولية السهر على تفعيل أجهزة الحزب التقريرية والتنفيذية وأن يعقد اجتماعات الأمانة العامة بانتظام. وقال خيي عبر رسالته، التي بعثها في شكل تدوينة فيسبوكية، إنه قد آن الأوان لكي يخرج عبد الاله بنكيران ويغادر مرحلة التأمل او الانسحاب المؤقت الذي فرضته ظروف تشكيل حكومة سعد الدين العثماني، وأن يستأنف عمله، من أجل الأمانة العامة إلى مممارسة أدوارها كقيادة للحزب تتحمل المسؤولية في وقف نزيف الثقة في إمكانية استعادة بريق الحزب و صورته في المجتمع، وأن تقدم هذه القيادة إجابات واضحة تهم موقع الحزب وموقفه من تطورات عديدة مقلقة تشهدها بلادنا. وأضاف عضو البيجيدي: « السيد عبدالاله، لا أعتقد أني أوجه لك نداء تحركه العاطفة المشبوبة تجاهك، ولا رجاء من محب محبط لا يرى بديلا عنك، ولا حتى مناشدة من عضو في حزبك ولا تعلقا دراميا بشخصك ولا تضخيما مرضيا لموقعك في هذا البناء السياسي والتحولات التي يعرفها، بقدر ما اعتقد انه تَمَثُّلٌ للواجب، واستحضار لمعنى المسؤولية التاريخية ». وأردف: « لقد احترمنا حزنك كإنسان وكقائد سياسي عندما بدا عليك التأثر لما آلت اليه تطورات ما بعد 7 أكتوبر، وهو حزن على ما أظهره البعض من استعداد للتفريط في مكاسب نضال مرحلة مريرة من البناء والكدح والسعي نحو إنجاح تجربة الإصلاح في اطار الاستقرار، ولا يكمن أن يكون حزنا على كرسي أو منصب رئيس الحكومة لأنك وضعت هذا المنصب وغامرت به في مقابل الحفاظ على معنى الإرادة الشعبية وعلى كرامة الناخبين المغاربة ». ويبعث خيي رسالته هذه لبنكيران في وقت يعتبر فيه أن رئيس الحكومة السابق يتحمل خلال هذه الظروف التي تعيشها بلادنا مسؤولية تاريخية كبيرة جدا، ليس كأمين عام للحزب الأول فقط، بل كزعيم وطني يحظى باحترام فئات واسعة من الشعب المغربي و يتمتع بمصداقية دفعت أو ساهمت على الأقل بشكل كبير في دفع مئات الآلاف من الناخبين المغاربة للذهاب لصناديق الاقتراع في موعدين انتخابيين حاسمين والتصويت لصالح استمرار تجربة الإصلاح التي قادها من موقعه في رئاسة الحكومة، فضلا عن ذلك ومن دون شك، تحمله،سواء أراد ذلك او لم يرد، مسؤلية الدفاع عن مكتسبات المشروع الإصلاحي الذي ناضل من أجله الى جانب إخوانه وأخواته مدة أربعة عقود من العمل المتواصل و تقديم التضحيات، حسب ما قاله خيي.